كل فتاة بأبيها معجبة

في العام الماضي نشر الصحافي شريف وزاني كتاب تحت إسم Ismail Guelleh Une histoire de Djibouti،وكأن تاريخ جيبوتي لم يكن موجودا قبل سيادة الرئيس إسماعيل عمر غيلي.وإنطلاقا من هذا المفهوم الضيق وضع لنا سيادة الرئيس ( التاريخ ) تاريخ جيبوتي علي مقاسه هو.ويتحدث غيلي في كتابه كيف كان يتعامل الرئيس السابق حسن غوليد أبتيدون مع الشخصيات العفرية بتعالي وأنانية،وكأنه ملك لا رئيس.ومن يقرأ كتاب غيلي يشم بين سطوره رائحة ( الأنا الأعلي المتضخمة ) ويشير المؤلف علنا تحيز نظام غوليد لعشيرته.. ثم يعرج المؤلف ليوضح لنا كيف قدم ديني إستقالته بعد أن إنحاز غوليد الي أقوال وزير داخليته مؤمن بهدون فارح ورئيس الأركان في القوات المسلحة. ولم تكن لغوليد وسيلة أخري ليحبب نفسه الي وزراء عيسي غير تفضيل رأي وزير داخليته علي رأي رئيس الوزراء.وللمزيد من المعلومات القو نظرة علي الصفحات التالية : 93,94,95..وسنري كيف سيكون رد القارئ الجيبوتي علي كتاب غيلي الذي يجمع النقائض،فمرة يتحدث عن الوحدة والمساواة،ومرة يوحي بعنجهية قبلية لتفضيل وزير عيسي علي رئيس الوزراء ولو كان علي الحق.ولعل غيلي سعيد ومسرور علي تركيع العفر وإهانة شخصياتهم وإغتصاب حقوقهم،الا أن التباهي وإحتقار الرموز السياسية لن يكون لصالح سيادة الرئيس في المستقبل.ومن خلال قراءتي لكتاب غيلي إكتملت عندي شخصيته المصابة بالأنا،ولم يعمل غيلي أي حساب للمواطن العفري الذي يشترك معه في ملكية الأرض التي تقوم عليها جمهورية جيبوتي الصغيرة.والجمهورية التي قامت علي الوحدة والمساواة سقطت منذ ولادتها في أيدي أناس لا يؤمنون الا بالقبلية والعنصرية،وهذا ما سيؤدي الي زعزعة الثقة التي كانت بين العفر وعيسي.والسياسي النزيه عند غيلي هو السياسي الذي يأخذ بآرائه،ثم بعد ذلك عليه أن يقوم بتنفيذ ما طلب منه سيادة الرئيس،بالضبط كما كان بركت غرت حمدو خادما لغوليد،ومن جاءو بعد غورت علي مذهبه،لا يعرفون غير الطاعة وتقديم المزيد من التنازلات،وكل ذلك يتم علي حساب الإنسان العفر.ومن خلال هذا الكتاب يريد المؤلف أن يرفع شأن غيلي من خلال محطات مجهولة في حياة الرئيس،وكما يقولون كل فتاة بأبيها معجبةفلذلك يحاول المؤلف تلميع تاريخ غيلي مستميتا من اجل ازالة الصورة السلبية عنه العالقة في أذهان كثير من الجيبوتيين . وفي نهاية عرضنا لكتاب غيلي نقول : إذا صادفك شخص ما يمدح الحاكم،فلا تصدقه أبدا.ومجمل ما جاء في هذا الكتاب يعتبر صناعة وتلفيق ليس الا.فالحقيقة المجردة التي يبحث عنها القارئ في كتب السيرة الذاتية تحتاج لبذل جهود جبارة لتقديم معلومات صحيحة احتراما لأدبيات العمل الصحافي.وكما رأينا يحمل الكتاب بين دفتيه انتقادات شديدة لزعماء العفر وخاصة لأحمد ديني أحمد وعبدالله كامل.ويقول غيلي في كتابه أنه لم يكن نكرة قبل أن يصبح رئيسا للدولة،بل يعتبر نفسه من المؤسسين لهذه الدولة الصغيرة،وهكذا دخل الرجل التاريخ من أوسع أبوابه،أنصب إهتمام المؤلف بتاريخ غيلي،بينما هو يتجاهل الكبار،فهذا بلا شك دور لا يشرفه كصحافي يمارس مهنة الصحافة في فرنسا. .ومن خلال كتابه هذا يحتفل غيلي بالإنتصارات السياسية التي حققه طوال 40 عاما .وهل المثقف العفري يحتفل مع غيلي،أم أنه ينتظر الفرصة ليرد علي سيادة الرئيس الذي يعتبر نفسه مؤسس جمهورية جيبوتي؟وماذا عن دور العرب ( اليمنيين ) في بناء دولة جيبوتي يا سيادة الرئيس؟تقدم صحفي خلال إنتخابات الرئاسة الأمريكية في القرن الماضي من مواطن أمريكي وسأله: لماذا لا نسمع أبدا عن ترشيح سيدة أمريكية لمنصب الرئاسة؟ وتبقي الرئاسة مقصورة علي الرجال؟ فأجاب الأمريكي: لأن من شروط هذا المنصب أن يكون فوق الأربعين من العمر،وليس لدينا في الولايات المتحدة،وربما في العالم كله سيدة واحدة تعترف بأنها تخطت سن الأربعين !!

 

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هل ستنتهي معركة غزة كما يريدها الصهاينة؟

إختلافنا مع المقاومة الفلسطينية،لا يعني أننا نعرف مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر من المقاومة الفلسطينية،كما لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.