ذكر أن رجلا مدح آخر في وجهه فقال له : يا عبدالله لِمَ مدحتني أجربتني عند الغضب فوجدتني حليما ؟
قال : لا.
قال : أجربتني في السفر فوجدتني حسن الخلق ؟
قال : لا.
قال : أجربتني عند الأمانة فوجدتني أمينا ؟
قال : لا.
قال : فلا يحل لأحد أن يمدح آخر ما لم يجربه في هذه الأشياء الثلاثة. ونظام جيبوتي يقول عن الأحزاب المعارضة: تعالو الينا،وأنضموا بالحزب الحاكم،وكونوا جزءا منا،فذلك هو الطريق الصحيح.وإن لم تفعلوا ذلك فمكانكم في السجن أو المنفي”.والنظام هنا يخاطب معارضيه بلغة خشنة،ويقول لها:عودوا الي بيت الطاعة قبل أن أدق عظامكم..والوضع السياسي في جمهورية جيبوتي شبه متوتر وقاتم،ويمكن أن يتحول في أي وقت الي شكل عنيف خارج عن نطاق السيطرة بين المعارضة والنظام من جهة وبين الشعب والنظام من ناحية أخري،وبين الرئيس ووزرائه من جهة ثالثة.إذن هناك حرب متعددة الأطراف.رجال المعارضة يهانون ويسجنون،ورجال البرلمان غير راضين عن أداء الحكومة،وفي شمال البلاد حصار غذائي وفكري وتعليمي وصحي مبرمج منذ عام 1991،وكل هذه الأشياء قد تكون سببا في إشتعال خلافات حادة بين النظام والشعب. وكمواطن جيبوتي يحزنني حال المواطنين الذين يعيشون في ظروف صعبة في بعض الأحياء الشعبية وكمثال أذكرك لكم حي أرحبا وجبل وكرتي كرتون وبلبلا والي آخره. ومثلما تحتاج السيارة الي وقود لتنطلق الي الأمام،يحتاج الشعب الي الغذاء والدواء والسكن والتعليم،لكن نظام جيبوتي لا يراعي الا مصالح الفئة التي ترقص في محرابه نفاقا.فكل الكلام الذي تردده الحكومة في هذا الصدد مجرد كلام فارغ هدفه تلميع صورة النظام أمام الرأي العام.
إبراهيم علي