خريطة ارتريا

إرتريا: جنة تحولت إلي جحيم لا يطاق بفعل حاكمها الديكتاتوري

إذا سألت إرتريا واحدا أو مجموعة منهم في أي مكان من بقاع الأرض “في الوقت الراهن لا يوجد بلد إلا وفيه إرتريون” عن ماذا يريدون أو يتمنون لبلدهم الغني بكل شيئ، فهناك رد يجمعهم بغض النظر عن إنتمائاتهم السياسية أو العرقية أو الطائفية أو حتي الدينية، ألا وهو رحيل إسياس وزمرته المجرمة دون المس بإرتريا ككيان موحد حتي يستطيع أبناؤها العيش مع بعضهم البعض بسلام وطمأنينة بعيدا عن التدخلات الخارجية الغنية عنها إرتريا، سواءا كانت تدخلات إقليمية أو عالمية تحت أي مسميات كانت،وهذا إن تقبل الله ذالك الدعاء. ووقوفا علي هذه الحقيقة حينها تستنتج أن الشعب الإرتري شعب عظيم تعرض إلي أبشع أنواع المؤامرة بأدوات داخلية، سواء علمها أم لم يعلم به الشعب. فمثلا، مؤامرة الزمرة الحاكمة ضد إرتريا لم تنجح علي تفريق وتمزيق هذا الشعب العظيم الذي ناضل من أجل وطنه ثلاثون عاما مريرة، لكنها نجحت في تقسيمهم في معسكر المعارضات السياسية.
منذ الإستقلال لم يري الشعب الإرتري نور الحرية التي دفع من أجلها الغالي والنفيس، ولم يذق معني الوطنية، ما نتج إلي بروز جيل لا يؤمن بالنضال والبحث عن الإستقلال الإنساني وعوضا عن ذالك يطلبون اللجوء السياسي في الغرب والشرق، والذي بدوره ساهم في دفن القضية الوطنية الإرترية عند أصحابها قبل أن يدفنها المجتمع الدولي، الذي كان يريد لإرتريا أن تبقي تحت نظام أديس أبابا. وأنصحك أيها الإرتري العزيز والإرترية العزيزة أن لا تؤمن بتصريحات الغربيين الرنانة والمعسولة أمام الكاميرات، ولا تنسوا أن الأهم هو ما يجري خلف الكواليس، بعيدا عن الإعلاميين والرأي العام العالمي، وهنا تكمن المصيبة!
لدي إرتريا خيرات لا تعد ولا تحصي، منها أراضي خصبة للزراعة، أماكن سياحية جذابة للسياح، وشعب متواضع ومحب للأخرين، شعب مجتهد يعتمد علي الذات لتوفير إحتياجاته. ولدي هذا البلد الصغير معادن من شتي أنواعها، تحت الأرض وفوقه، وبحر يمتد طوله إلي أكثر من 2216 كم وفي بطنه أكثر من 360 جزيرة.
أما تاريخيا، هذا الشعب الذي أصبح يفر من بلده ليلا ونهار في عصرنا هذا واجه أبشع أنواع الحروب مع خمسة أنظمة إستعمارية، كانت تبحث عن خيرات هذا البلد الصغير، ولكن بفضل إيمان الشعب الإرتري بالحرية والإستقلال إنتصر الرعاة وأهل الريف علي أصحاب العتاد الثقيلة الفتاكة. أما اليوم، إنه من المؤسف جدا أن تري أبناء ذاك الأشاوش يهربون من بلد بني علي دماء أبائهم دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة مع تأكيدنا أن النظام في إرتريا نظام ديكتاتوري لا مثيل له في العصر الحديث.
لنستنتج الحديث أن إرتريا الصغيرة من حيث المساحة والسكان، والغنية من حيث المصادر الطبيعية تعتبر من أفقر دول العالم ونظامها يعتبر من أهون الديكتاتوريات بعد هتلر، وشعبها يهربون إلى حيث   تأخذهم  أرجلهم وكأن العالم مات ضميره إلي غير رجعة.

بقلم/ احمد صالح

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن admin

شاهد أيضاً

هل سيسحب ابن محمد البساط من تحت أقدام ابن أحمد ويتربع على العرش ؟

بالرغم من وجود مشاكل عويصة في الداخل الأثيوبي ذكرت آنفا، الا إن معارضة السيد جوهر محمد للدكتور أبي يعتبر أكبر تحدي لرئيس الوزراء بسبب تقاسمهما القاعدة الشعبية بحكم انحدارهم من عرقية واحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.