ترامب يضرب سوريا بعد ضمان دفع فاتورة الصواريخ التوماهوكية المدمرة، إنه سلوك وعقلية رجل أعمال مجنون:

عندما تقوم السفن الأمريكية بإطلاق 59 صاروخا من طراز توماهوك وذالك من سفنها الحربية في البحر الأبيض المتوسط لضرب أهداف عسكرية داخل سوريا، وخاصة مطار الشعيرات العسكري وإخراجه كليا أو جزئيا من الخدمة العسكرية أو حتي المدنية، فهذا يعني أن البزنس مان حصل علي من يدفع له البيلات “الفاتورة” مقابل ضربه أهداف عسكرية سورية لأغراضه قبل أغراض من دفع له ثمن الصواريخ. وعلي ما يبدوا، فإن المملكة السعودية وحلفائها الإقليميين هم من دفعوا ثمن 59 صاروخ أمريكي “روسيا قدرته بواحد مليار دولار أمريكي.”
زيادة لهذه الحقائق، السعودية هي أول دولة أيدت هذه الضربة وأسمته موقفا شجاعا من رئيس يرعي مصالح الإنسانية جمعا (؟)، تليها إسرائيل التي قالت أنها علمت عن الضربة قبل وقوعها بساعات وأيدته بشدة. أما تركيا فقالت علي لسان وزير خارجيتها أن تركيا ناقشت مع أمريكا هذا الشأن مدعيا أن تركيا توقعت الضربة القاسية وهي التي لازالت تطلب إقامة مناطق حظر جوي.
وفي الجهة المقابل، روسيا أدانت الضربة الأمريكية بأشد العبر وأسمته عملا إرهابيا مدان، قائلة أن العملية توضح جيدا أن الولايات المتحدة لازالت تقف في خندق الإرهابيين مثل القاعدة وتنظيم الدولة كما وقفت مع القاعدة في أفغانستان أو كما قالت روسيا علي لسان أكثر من مسؤول رفيع المستوي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، ما هدف هذه الضربة الأولي من نوعها في سوريا منذ بداية الأزمة قبل ست سنوات؟
يقال أن هذه الضربة وجهت إلي روسيا أكثر منها إلي سوريا التي حدثت الواقعة في أرضها. ومهما كانت محتويات تصريحات مسؤولين أمريكيين وإعلامها الجبار، فإن الضربة لم توجه للدفاع عن الإنسانية ولكن لتدمير ما تبقي من بنية عسكرية وترسانات سورية حتي لا تكون هناك صواريخ تهدد مصالح إسرائيل في المنطقة.
فمثلا في العام 2013 إستخدم النظام مواد سامة محرمة دوليا، حينها قامت الدنيا ولم تقعد حي أتت روسيا بمبادرة تدمير ما تبقي من مخزون أسلحة كيماوية لدي النظام، وحينها وافق العالم المتحضر علي تجنب إستهداف النظام السوري مقابل تخليص النظام من ما تبقي من الأسلحة. قيام النظام باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا “إذا كان النظام هو ما قام بها”، بعد أربع سنوات من الحادثة الأولي، فهذه تعتبر إهانة لأمريكا من قبل النظام في سوريا وحلفائه من الروس والإيرانيين طبعا.
لترد علي هذه الإهانة كان علي أمريكا إستخدام هذه الورقة لأغراض إنسانية حتي يصطف حلفائها وغيرهم ورائها، ونجحت فيها بالتالي. لهذا، نعتبر أن الضربة الأمريكية هي ضربة لمصالح إسرائيل حتي لا تصبح لدي النظام صواريخ أو أي أسلحة من الممكن أن تقلب موازين القوي.
إذا افترضنا أن تصريحات ترامب صحيحة ووجهت الضربة لأغراض إنسانية، هل مسموح لبشار الأسد وحلفائه أن يقتلوا الشعب السوري بالبراميل المتفجرة وممنوع عليهم إستخدام الأسلحة الكيميائية. إنه نفاق أكبر المناقين، أمريكا. تبا لها ولحلفائها في تدمير الدول.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن admin

شاهد أيضاً

هل سيسحب ابن محمد البساط من تحت أقدام ابن أحمد ويتربع على العرش ؟

بالرغم من وجود مشاكل عويصة في الداخل الأثيوبي ذكرت آنفا، الا إن معارضة السيد جوهر محمد للدكتور أبي يعتبر أكبر تحدي لرئيس الوزراء بسبب تقاسمهما القاعدة الشعبية بحكم انحدارهم من عرقية واحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.