شريفة العلوي

النظرة التي لم تكن لي (٤)….رواية …. شريفة العلوي

له عينان تكشفان عن ضحالة البحر
له أنف كالسيف يتنفس الإباء والشموخ وكثيرا من النبل
له نظرة خلابة تغرس نجومها في الروح ..و إذا الروح تذهب معه ,, لن تعود .
يا الله أكل هذا هو ..!!
نعم يا سعاد ..وما عجزت عن وصفه كان أعظم
وفي اليوم التالي كان يوم بدء العمل وكان من الطبيعي أن يأخذ الأمر شيئا من الأهمية ونسينا أنفسنا حتى نهاية الدوام عندما بدأ عدد الموظفين يتناقص تدريجيا وجدنا أنفسنا في الشارع العام نبحث عن سيارة أجرة , فجأة عندما وقفت أمامنا سيارة رمادية ..استطعت أن المح من بداخلها ..إنه هو
كان بكامل سحره وهدوئه يجلس خلف المقود لكني تظاهرت بأني لم أره
ونظرت إلى الجانب الآخر من الشارع لأوقف سيارة أجرة بينما هو خرج من سيارته واقبل إلينا
و لم يلبث حتى طلب منا أن نركب معه لكني رفضت بشدة .
أوقفت تاكسي وذهبنا إلى البيت ..لم انظر إلى الخلف ..
يبدو يا روعة إنه هو أليس كذلك؟ ,
فهي لم تتمكن من رؤيته
نعم هو وكأنه نسي بأننا بنات القبائل ولسنا مودرن , هكذا الرجال يطالبون بشيء لا يقتنعون به فقط لإرضاء غرورهم وفيما بعد سيتنكر للفكرة ذاتها وسينظر الى البنت التي تركب مع شخص غريب حتى وان كان زميلها على أنها متحررة وان رفضت سيصفها بأنها مغرورة
أومأت سعاد بالموافقة على كلامي .

بعد أسبوع من بدء العمل وإثباتنا أنا وصديقتي كفاءتنا واجتهادنا قررنا أن نتناول الغداء يوم الخميس في مطعم يقع بحي إيرون الذي يحتضن شاطئا رائعا وكان المطعم جميلا وبسيطا وكانت نوافذه العريضة المطلة على البحر تمتع الزبائن بمنظر جميل يجمع بين الأشجار الخضراء التي كانت تحيط بالمكان وأمواج البحر التي تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي تتمدد على الساحل الأبيض الخلاب والأجمل من كل هذا وذاك , كان منظر جزيرتي مسحة و مسكللي واليخوت التي تتباهى بشق السجاد الأزرق على السطح الأملس …جلسنا على طاولة تقع بقلب المطعم وكانت رؤية المكان أكثر وضوحا , بينما نحن نتناول غداءنا سمعت صوتا لم يكن غريبا علي ..إنه هو ….لم أفكر بان صديقتي سمعتني ..قالت من هو ؟
لم أرد عليها ..
فخمنت من هو ولكنها لم تستطع تحديده أيهم يكون وكانت طاولته خلفنا مباشرة وبنظرة جانبية أسرع من البرق عرفت بأنه مع ثلاثة آخرين
سألتني سعاد هو أي واحد من هولاء ..
قلت لها لن التفت إليه لأحدده لا يعجبني مثل هذا التصرف الأهوج
مع إني كنت أتشوق لأراه و ظللت متجمدة في مكاني
وقفت صديقتي وقالت اعرف كيف اجعله يعرف انك هنا
لا يمكن أن أبقى هكذا كالأخرس في الزفة
قلت لها يا مجنونة ماذا ستفعلين ..!!
صفقت بيديها للنادل وعندما حضر النادل طلبت منه أن يبدل الأغاني الغربية بأغاني الفنان عبدالله لي يبدو إنها لاحظت على المجموعة التي كانت تشغل الطاولة التي خلفنا انسجامهم مع الموسيقى الغربية وارادت ان تزعجهم فقط ليعرف صاحبنا الغريب بأني متواجدة ومن هنا يمكنها ان تشبع فضولها وتعرف من هو ذاك الغريب من الأربعة .
وقد أثمر تصرفها بنتيجة ,, وقف واحد من الاربعة وطلب بتغيير الاسطوانة حسب طلب الآنسة وفي أثناء هذا لفت نظره بأنني رفيقة البنت التي طلبت أغنية الفنان عبدا لله لي ..بعدما حدق إلي لبرهة ثم عاد إلى طاولته وأكمل الحوار مع أصدقائه وتجاهلني تماما .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Shefa Alafari

شاهد أيضاً

تفوقت إثيوبيا على تنزانيا وأوغندا كوجهة استثمارية رئيسية لكينيا في الخارج.. سفاريكوم إثيوبيا تعين السفير الإثيوبي السابق في فرنسا مدير للشون الخارحية

  عينت سفاريكوم إثيوبيا السفير الإثيوبي السابق في فرنسا ، إينوك تفران ، مسؤولاً للشؤون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.