اليمن بين جمعتين.، اليمن ..حراك سياسي في الجنوب..وإنفلات الشرعية في الوسط (تعز)،..وفتح باب الشورى في الشمال..

أهلاً بكل القراء في القرن الأفريقي واليمن والسودان ومملكة السويد وكل متابعينا في العالم لجريدة السلام التي دوماً تنشد المحبة والسلام ،..

سنظل نكتب عن الحرب في اليمن،.طالما مازالت قائمة وطوت عامها الثالث، ودخلت العام الرابع وسكنت في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وقادوا البلاد إلى دمار وحصار،.خلف مآسى وآلآماً ..جعلت البلاد عنواناً لأسوأ كارثة إنسانية في العالم…

ومازالت اللقاءات والمشاورات تعقد بين الفينة والآخرى.. والتحشيدمستمر باسم الوطنية والدفاع عن الوطن من جهة،. وتحرير الوطن من جهة آخرى،. والمعارك ضارية في كل أرجاء اليمن ..ويدفع ثمنها المغرر بهم لاغير..أما أمراء الحرب،. منغمسون في تلك اللقائات والتخطيط والتجهيز لجولات ومفاوضات جديدة،..
بدأها السيد (مارتن جرفيث) الأسبوع المنصرم،. من أبو ظبي الإثنين 2018/4/30 في أول محطة له ضمن جولته الثانية،. بعد تسلمه الملف اليمني…التقى خلالها..بوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي/ أنور قرقاش- وناقش معه تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن،. والجهود المبذولة للتوصّل إلى حلٍّ سلمي للأزمة،بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية..
ثم صعد سلم طائرته الأممية،. لتحط به الرحال في الرياض..ليلتقي بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف الزياني،الذي أكد “دعم دول مجلس التعاون للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن، وحرصها على التوصل إلى حل سياسي وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 لوقف نزيف الدم في اليمن وحفظ أمنه واستقراره وسيادته، وتقديم المساعدة للشعب اليمني لتخفيف معاناته في الظروف الصعبة التي يعيشها”.
إلى جانب إجتماعه بفريق المفاوضات في الحكومة الشرعية. حيث التقى بوزير الخارجية المخلافي الذي بحث معه ” إحياء مشاورات السلام ،..المبنية على مخرجات مشاروات الكويت،. والمرجعيات الثلاث المتفق عليها..ومن المقرر أن يبدأ جريفيث يوم السبت 2018/5/5 زيارة إلى صنعاء في إطار الجولة الثانية من مساعيه لحل الأزمة والتي تشمل وضع “إطار المفاوضات” التي أعلن عنها خلال إفادته الأولى التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي”.

** يأتي هذا ضمن الجولة الثانية للمبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى المنطقة والتي بدأها بالرياض قبل أن يغادر إلى أبو ظبي ومن المتوقع أن يزور مسقط ثم ينتقل بعدها إلى صنعاء ثم إلى عدن جنوب اليمن.. المقبل على مرحلة جديدة أكثر حساسية في تغيير موازين القوى،.والتي تشهد هذة الأيام حراك سياسي غير مطمأن في الأيام القادمة التي سيشهدها الجنوب،.
حيث أُعلن مؤخراًعن تأسيس مايسمى (الائتلاف الوطني الجنوبي) المكون  من (65) شخصية جنوبية،.المكونة للأئتلاف ،.ويمثلون جميع المكونات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة وهدفه،. حسب البيان المعلن :
1) دعم الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وتأييد التحالف العربي الداعم لها.
2) الالتزام بالمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية ذات الصلة).
3) العمل من أجل تحقيق مشروع الدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
4) التمسك بما يخص الجنوب وقضيته الوطنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة…
وقد لاقى ذلك الأئتلاف معارضة من بعض المكونات الآخرى ،.وكان أول بيان ناري من الحراك الوطني برفضه تشكيل مايسمى (الائتلاف الجنوبي) ..
وقد شهد الوسط الصحفي الجنوبي إنتقاداً لاذعاً لهذا الأئتلاف ووصفوه
بشرعية هادي والاصلاح اللذان يعلنان اشهار كتكتل يمني جديد أنتحل تسمية الحراك الجنوبي..
من ناحيته أحتفل المجلس الإنتقالي الجنوبي صباح الخميس2018/5/3  بالذكرى الأولى لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو-وإعلان قيام المجلس الإنتقالي الجنوبي في الحادي عشر من مايو .بحضور رئيس المجلس (عيدروس الزبيدي) وعدد من أعضاءه .. الذي وصفه بعض المتابعين بالإحتفال الهزيل..

ومن جانب الشرعية المتواجدة بالمناطق الجنوبية،. ممثلة برئيس الوزراء وعدد من أعضاء حكومته شهدت المناطق المحررة ،الزيارات المختلفة وافتتاح العديد من المشاريع،كانت آخرها زيارة بن دغر محافظة سقطرى،.
كانت تلك التحركات مهمة و تبعث برسائل طيبة. للمجتمع الجنوبي بشكل خاص واليمني بشكل عام..
وإذا ما انتقلنا إلى مربع الوسط ،.وسط اليمن وبالتحديد محافظة تعز،. تتجلى الأوساخ،وتكشف عن نفسها الوجه الحقيقي والقبيح ،والتحريض عن بعد عبر منابر إعلامية تقودها شبكات الجزيرة من قطر،.ومحلليها السياسيين أصحاب الدفع المسبق،.الذين جعلوا من تعز محطة لصب أحقادهم الدفينة، عليها وأبنائها والوطن بشكل عام ،.من خلال إثارة الفتن واشعالها،. كلما حاولت الأطراف المتحاربة تحت سلطة الشرعية للتقارب اشعلوا فتيل الحرب من جديد،بأسماء ومسميات وشعارات نظالية أحرقت مدينة تعز،..
وبعد مساعي حثيثة.. شهدت بداية الأسبوع المنصرم شبه توافقي وتسليم كل مقرات الدولة إلى اللجنة الرئاسية، المكلفة بالإشراف على إستلام وتسليم تلك المقرات الحكومية،لقوات الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاص،.
ما أن تلاشى كل ذلك،. عاد التوتر إلى المدينة من جديد.. عقب إنتشار مسلحي (حزب الإصلاح) مساء الثلاثاء 1مايو 2018.مستغلين رخوة الشرعية وإنفلاتها ..
وقد تزامن هذا الإنتشار المسلح، مع إنسحاب مدرعات وأطقم وأفراد تابعين للواء الخامس حرس رئاسي،المكلف بالإشراف،ومازالت هناك جهوداً حثيثة للتهدئة خوفا من إنفجار الوضع خلال الساعات القادمة إن لم يكن قد أنفجر من جديد .،

** أما سلطة الامر الواقع في صنعاء،وبعد تأدية اليمين الدستورية (لمهدي المشاط ) المعين رئيساً للمجلس السياسي لانصار الله،.أمام مجلس النواب،.تقدم وزير التجارة والصناعة وعضو مجلس النواب (عبده بشر) بعدة نقاط إلي الرئيس المشاط وهي:
1-الإفراج عن المعتقلين.
2- الإحتكام إلى القانون والدستور.
3- التحقيق العلني عن مقتل الرئيس الشهيد الصماد وأن يكون الرد على مستوى الحدث.
4- شرعية مجلس النواب هي الشرعيه الدستورية ويجب الإلتزام بذلك.
5- التخلص من عبائة انصار الله والتعامل بحجم الوطن.
6- التخلص من بطانة السوء.
وخاطب عضو مجلس النواب بشر رئيس المجلس السياسي تحت قبة البرلمان بكل مسؤلية بالقول (أنت الآن في مكان تحاسِب وتُحاسب.. أمامك ملفات كبيرة ومنها المرتبات ومكافحةالفساد وأول إختبار لكم هو إستجواب الحكومه في مجلس النواب) حسب قوله .،
– وكان أول قرار لرئيس المجلس السياسي لانصار الله مهدي المشاط هو
تعيين 32 عضواً بمجلس الشورى من قيادات بارزة.. كانوا أعضاء في اللجنة الثورية العليا للحوثيين ..
*****************************
*** وهكذا تشهد اليمن تلك الأحداث والمتغيرات في أسبوع التي وصفها بعض المتابعين بغير المطمأنة ،..من خلال تصريحات المبعوث الأممي بالعودة مؤخراً يوم السبت القادم إلى صنعاء بعد تأجيلها مسبقاً نتيجة مقتل الصماد،.
لكن هل سيكون نفس اللقاء السابق،وإستماع فقط ،.ام مناقشة خارطة طريق تم إعدادها مسبقاً ،والتقارب إلى حلٍ، سياسي يستند إلى المرجعيات الثلاث الدولية؟
وكيف سيناقش القضية الجنوبية!!،في ظل تفريخ العديد من التكتلات الحزبية والحراكية المتناقضة!!!!
مع ظهور مشهدٍ جديدٍ في الجنوب وإعلان (الأئتلاف الوطني الجنوبي) والذي ضمّ أسماء لها خبرة سياسية كبيرة، والكثير منها معروفة بمواقفها المعارضة للإمارات و”المجلس الانتقالي الجنوبي”
وداعمة لشرعية الرئيس (عبدربه منصور هادي) ومشروع الدولة الإتحادية، فضلاً عن كونه يضم كوكبة كبيرة من المكوّنات الجنوبية المهمة، سواء من الحراك الجنوبي أو “المقاومة”، وعن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة،..
وتعدّ هذه الخطوة الأولى من نوعها في جنوب اليمن، إذ غالباً ما كانت تتشكّل المكوّنات والأطياف فيه وفقاً لرغبة المموّل والمشروع الذي يحمله الوكيل المحلي، فضلاً عن أن كل المشاريع السابقة،.كانت تقوم على فكرة إقصاء الأطراف والأحزاب السياسية والقوى الجنوبية الأخرى،التي كانت لا ترغب تلك التكتلات في مشاركتها،،،

** وهناك من يرى أن الحرب دخلت مرحلة جديدة..لا أفق لها.. خاصة بعد
رد جماعة الحوثي،.ثمانية صواريخ بالستية في آن واحد،. عندما أستهدف طيران التحالف العربي مشيعي (صالح الصماد) وسط العاصمة صنعاء،. وقد وصفها البعض بالرسالة القوية من الحوثيين،. للتحالف والسعودية بكل إمكانياتها العسكرية والمادية،. التي زعمت حينها فرض سيطرتها على الأجواء اليمنية خلال خمس عشرة دقيقة. منذ بداية عاصفة الحزم وقصفها اليمن وخاصة صنعاء..
يعني ذلك أن التحالف لم يستطع مراقبة ثمان منصات صاروخية.. دليل واضح وخذلان وعجز من رصد القوة الصاروخية لانصار الله بكل ماتحمله من إمكانيات …

** وبعض المحللين السياسيين يذهبون إلى رسالة مجلس النواب.. الذي أصبح عبئاً ثقيل على انصار الله، وكهلاً مترهلاً على المجتمع،. ينقاد فوق عربة المعاق ليصل ويتداول الجلسات ،..
تلك الرسالةعبر عضوية (عبده بشر) التي حملت الكثير من الدلالات والمعاني( لمهدي المشاط) تحت قبة البرلمان ،.أنبهت انصار الله تدارك خطر الحبل الذي يلف حول عنقهم من أي تهديد ووعيد ،.نتج عنها بقرارات رئيس المجلس السياسي وتعيين( 32 )عضواً في مجلس الشورى من مناصريهم،.ليكتمل النصاب القانوني لمجلس النواب وليكونوا سنداً لهم، عند إيتخاذ تمرير أي قرار عبر مجلس النواب ،وبالتوصويت مع أعضاء مجلس الشورى ،والإكتفاء بهم إن لزم الأمر،ونقصد هنا أعضاء مجلس الشورى المناصرين لانصار الله ..
**بينما البعض والمراقب عن كثب للحرب الدائرة,.يرى أن الجميع لا يريدون السلام ولا الأمن والآمان،.ويسعون الى حرب متواصلة كي لا تنتهي مصالحهم باعتبارهم يلعبون دور تجار الحروب ،. لكن هذة المرة، الأمور العسكرية ليست كما قبلها بل ستكون الأعنف والأقسى علي الإطلاق،.

**ويبقى لسان حال المواطن المغلوب على أمره،.يردد أهلكتنا حروبكم الظلامية نريد أن نعيش لا غير ،..وننشد مستقبلاً يحتضن منهجاً وطنياً قومياً يمنياً موازياً،. يوزع على كل الصفوف والمستويات الدراسية كي نحمي مستقبلنا ومستقبل الأجيال المتتالية،..وكفى حرباً ،.

وحتى نلتقيكم الأسبوع القادم في (اليمن بين جمعتين) نستودكم الله ،.

وحفظ الله اليمن وأهله،..

والله من وراء القصد
الكاتب والاعلامي
عبدالرزاق الباشا
اليمن – صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.