بالمكشوف.. ما جدوى أن تصلوا إلى السلطة بعد تدمير الوطن؟

بقلم الدكتور / عادل الشجاع

قبل 11 عام ، وتحديدا في 11 أبريل من العام 2008 وجهت رسالة لأحزاب المعارضة اليمنية في صحيفة 26 سبتمبر قلت فيها: إن الشعب اليمني يحتاج في الوقت الراهن إلى تأمين مستقبله الاقتصادي وإلى الحرية وزرع فضيلة الحب ، فهو شعب تجرحه الكراهية وتمزقه الثارات السياسية ، والقبلية. كم نحن محتاجين منكم أن تركزوا على التنمية الثقافية وعلى الواجبات التي تدفع بالديمقراطية إلى الأمام وتحفظ سلامة الشعب .

لقد سمحتم للأكاذيب أن تتنكر في لبوس الحقيقة وقدمتم مصالحكم السياسية على حساب التنمية. وفي كل مرة تسعون فيها إلى المحاصصة يدفع الوطن مزيدا من الدماء والأموال ، وتساعدون دائرة الفساد على الاتساع والاستمرار .

لقد عملتم على تنحية أدوات الحوار المهمة بما فيها الديمقراطية جانبا ،كان الشعب يأمل أن تحتكموا إلى الديمقراطية وتسعون إلى خلق وعي بها وتتنافسون على زرع المحبة بين أبناء الوطن وتسعون إلى إزالة الأحقاد والثارات في مختلف المحافظات .

ولكنكم ومن أجل مصالحكم ، ولأنكم لا تملكون مشروعا مستقبليا فقد سعيتم إلى الإبقاء على كل هذه المتناقضات، بل وعملتم على تعزيزها، ومن المؤسف أن التاريخ حينما يرصد تجربة هذه المرحلة سيجعل إحترامكم في ذاكرته متدنيا ، ذلك انكم بممارساتكم اللا مسؤلة قد جعلتم إحساسنا بعدم الأمن يسيطر على وعينا الوطني ، وأوصلتم الوطن إلى مرحلة من الاضطراب والفوضى .

فسعيكم إلى السلطة وبأي ثمن أكبر من حكمتكم ، فقد أثبتم أنكم أشد عنادا وبلادة حينما تقفون إلى جانب العبث والمغامرة بالمستقبل وتجاوزتم ببحثكم عن السلطة والوصول إليها كل القيم الأخلاقية.

إنكم ستصلون إلى السلطة ذات يوم لأنه لا توجد معارضة دائمة ولا سلطة دائمة، ولكن ما جدوى أن تصلوا إلى السلطة بعد تدمير الوطن؟

ما جدوى أن تكسبوا أنفسكم وتخسرون الوطن؟ وهاهم اليوم قد كسبوا أنفسهم ، لكنهم بلا وطن . تركوا الوطن لعصابة إرهابية مشروعها القتل والخراب والدمار لكل ماهو حي وجميل.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن المحرر المحرر

شاهد أيضاً

وزير دفاع حكومة صنعاء في زيارته الميدانية يخذر من العواقب إذا استمرت دول العدوان في جرائمها.

جريدة السلام – متابعات خاصة . قام وزير الدفاع في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء اللواء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.