أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة .. وصرخات الأطفال تميتنا في صنعاء ألماً ووجعاً لما هم فيه .أكثر من خمسة أشهر مضت على الحرب حتى أصبح القطاع أرض يظلله البؤس والمعاناة التي تقوض كل أمل..

الوضع مأساوي بشكل لا يمكن تصوره. . فكيان الاحتلال الصهيوني يواصل مسلسل استباح غزة و شعب فلسطيني التاريخ الذي يواصل نضاله في البقاء على أرضه ولا تنازل عن قضيته..

لكن الكيان الصهيوني يستهدف التطهير العرقي للفلسطينيين دون الالتزام بأي قوانين دولية. أو أعراف إنسانية،مستخفة بجميع شعوب العالم التي تنادي كل يوم بوقف الحرب وحقن دماء المدنيين ،فما زالت الرواية الصهيونية مستمرة في قتل كل ما هو فلسطينى حتى تصفية القضية من الوجود ..

فالعدوان الأخير للكيان الصهيوني على قطاع غزة إلا نتيجة طبيعية لإستخفافه بأهل فلسطين وهم يرون الحكام في المنطقة العربية يتسابقون إلى حمايته والتطبيع معه بشكل متسارع،.كما فعل مؤخراً حكام السعودية ودويلةالإمارات مركز الماسونية العالمية ومحفلها المتجدد و من قبلهم حكام قطر ودول الطوق مصر والاردن ، وأمثالهم من يلعب دور الوسيط بين الحركات الفلسطينية وكيان الاحتلال ،.لإبرام هدن متتالية دون جدوى،وما زالوا في سباق سباق على مرأى ومسمع العالم لإنقاذ مدللة أمريكا.

فماتت العروبة صلباً كما صُلب عيسى عليه السلام ظلماً .. ولكن السؤال هنا .. هل حرب غزة الفلسطينية ستغير العالم ؟!

بينما يشاهد العالم مجازر غزة وأهوالها .. ويقف مكتوف الأيدي أمام آلة القتل والإجرام الصهيونية .. كان اليمنيون السباقون في نصرة إخوانهم في غزة ..

فما قاموا به أعاد التجارة العالمية بالزمن قرونا إلى الوراء .. وتحديداً سفن الكيان الغاصب وداعميه .. وفعلا بدأ الامر .. بدعم يمني صريح ورفض قاطع لما يتعرض له أخوتهم العرب في غزة وفلسطين التاريخ من مجازر على مرآى ومسمع العالم أجمع .. فكان النبأ من أرض سبأ ..يحمل الخبر اليقين من صنعاء بتصريح شديد اللهجة من زعيم جماعة أنصار الله السيد (عبدالملك الحوثي) في العاشر من إكتوبر الماضي بأن اليمن ستشارك بمسيرات صاروخية وجوية “وخيارات عسكرية أخرى”إسناداً للفصائل الفلسطينة في مواجهة الإحتلال الصهيوني بقطاع غزة،..

فأمام خذلان العالم والدول العربية بالأخص للقضية الفلسطينية وغض الطرف عن إرتكاب الإحتلال لمجازر الإبادة الجماعية في غزة التي تهدف للتهجير القسري لسكان القطاع إنطلق الرد الفعلي في 14 من نوفمبر الماضي،.

حيث بدأت حكومة صنعاء باستخدام قوتها ،عبرالتحكم بمضيق  باب المندب (باب اليمن ) الرابط بين شرق الكرة الارضية وغربها والمدخل الوحيد للبحر الأحمر بتجاه قناة السويس وصولا إلى البحر المتوسط والطلب واضحاً وصريحاً..

لا مرور للسفن الصهيونية قبل وقف إطلاق النار في غزة ..قرار واضح وصريح على الملاء .

فكان إحتجاز سفينة (جلاكسي )باكورة الأعمال اليمنية المناصرة لغزة .. لم يقف الكيان مكتوف الايدي ،.لكنه حرك قنوات الضغط السياسي لإيقاف مايحدث في البحر الأحمر،.

إلا أن اليمنيين أصروا على التصعيد والتخاطب بلغة القوة حصرا .. فأتى القرار الصادق .. قرار خلق بلبلة كبيرة في الكيان والعالم .. لا مرور لأي سفينة متجة إلى الكيان قبل دخول الماء والدواء والغذاء إلى غزة وإيقاف الحرب.. لتثور ثائرة الغرب .. قبل الكيان .. فوليدتهم في خطر والبوصلة تتغير ومفاتيح القرار تنزلق من أيديهم شيئا فشيئا .. وكخطوة لإثبات التهديدات بالأفعال ..تم استهداف عدة سفن صهيونية أو موالية ومتجهة إليها رفضت الاستجابة للتحذيرات .. مثل سفينة بونتي إكس بلور ور .. وسفينة نبر إضافة إلى استهداف فرقاطة فرنسية وناقلة نفط نرويجية وغيوها في البحرين الأحمر و العربي وخليج عدن .. ليقول اليمنيون كلمة الفصل الحق في هذا الصدد لن تمر السفن إلى الكيان ..

تريدون الوصول أمامكم حلان .. الأول إيقاف مايحدث في غزة ولم يعجبكم ذلك .. فعودوا إذن بالتاريخ إلى الوراء واسلكوا الطريق الذي أعتاد العالم سلوكه قبل 150 عاما .. اذهبوا والتفوا حول الرجاء الصالح .. ليزيد بذلك على الغرب تكاليف نقل مضاعفة تصل إلى ‎%‎43ولكن الأسوى أن مسار رحلة السفن فيه يستمر لأكثر من ثلاثة عشر ألف كيلو متر .. أي أكثر من خمسة عشر يوماً إضافياً  من الإبحار .. فتعالت أصوات التهديدات بالحرب على اليمن من قبل أمريكا وبريطانيا ودخلتا الحرب وجه لوجه مع اليمن .. ولكن من دون فائدة لن يتراجع اليمنيون عن قرارهم حتى يتحقق شرطهم .. فكان ومازال في مرمى نيرانهم إيلات وسفنهم المبحرة عبر المياة اليمنية الدولية.

حتى جاء مؤخراً القرار الأكثر فاعلية بعد كلمة قائد اأنصار الله السيد عبدالملك الحوثي من صنعاء يوم الخميس 14/3/2024 وهو ، أنّ القوات المسلّحة اليمنية ستمنع السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي من العبور عبر المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح،متوعدا بأنّ صنعاء ستقوم بتوسيع مدى عملياتها إلى مواقع “لن يتوقّعها العدو أبداً”.

كان ذلك ..نتيجة لتعثر المفاوضات بين حركة حماس مع كيان الإحتلال وعدم إيقاف الحرب وفك الحصار على غزة ونتيجة لعودة المعارك في القطاع وإرتكاب المجازر ..

فاليمن لا يقول شيء إلا ولديه المقدرة على تنفيذه .. والأيام أثبتت ذلك بأنه سيد القول والفعل بنصرته لغزة قائم وسيظل حتى تحرير فلسطين التاريخ من الاحتلال الصهيوني .

بقلم الاعلامية /هدي صبر

اليمن – صنعاء

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.