يتحرك في قاع وجداني بركان.

رأينا كيف إنضم المناضل الكبير كارلوس الي صفوف الجبهة الشعبية بقيادة الدكتور جورج حبش ووديع حداد في السبعينات،لإستكمال مهمته النضالية،وهناك من يجادل ويرفض إنضمام ثائر ما، بثورة لا ينتمي اليها عرقيا،لكن ذلك لم يمنع كارلوس من الإنضمام الي الثورة الفلسطينية.أن الفوارق العرقية والوطنية بين المناضلين والثوار لم تنجح الي تغليب سيادة “العرق” علي النضال.وهذا ما لم يستوعبه النظام الجيبوتي الذي قال مرارا وتكرارا:أن المناضل الراحل محمد أحمد المعروف “بالجبهة” لم يكن جيبوتيا،وهؤلاء السذج نسوا أن المناضل الكبير تشي جيفار لم يكن كوبية الجنسية ولا أفريقيي الإنتماء ليحارب الي جانب باتريس لومومبا في الكونغوا.وكان شي جيفار من الذين خططوا وساهمو في انجاح الثورة الكوبية أيضا،دون أن يحمل الجنسية الكوبية.وهؤلاء نسوا أيضا أن نصف محاربين من جبهة-.F.L.S.C الصومالية إنضموا الي القوات المسلحة الجيبوتية في السبعينات،وإنتماءهم الي العرق الصومالي لم يمنعهم من الإنضمام الي صفوف القوات المسلحة الجيبوتية في السبعينات! ولا أحد من النظام الجيبوتي يتحدث عن هذه الحقائق،لكنهم يتحدثون عندما يخص الأمر مناضلين عفريين في المثلث العفر!وهذا النظام العنصري سيعاني حتما من عنصريته وإستفراده بالسلطة،وهذا ما سيؤدي في نهاية المطاف الي إنهياره،وفي ذلك مؤشر الي إمكانية زواله قريبا،وإحتمال إكتساحه من قوة أكثر نضجا من حزب غيلي الذي وضع الثروة والقوة بيد عشيرته في الوطن!وسيطرة أقرباء الرئيس في كل الوزارات سيجلب كارثة للوطن،وبالتالي سيؤدي هذا الي سقوط دولة الظلم في بلاد العفر وعيسي.ومن جهة سيزيح صورة القداسة التي تحملها قبيلة الرئيس،وواضح أن جيبوتي وقائدها لا يؤمن بالعدالة ولا بالديمقراطية،كما لا يؤمن بمؤسسات الدولة الحديثة بقدر إيمانه بالقبلية والعشائرية التي تحرص بضبط الجهاز المخابراتي لإرهاب الشعب وضجهم بالسجون،وكثرة السجون والمضايقات والإغتيالات والإعتقالات علامة من علامات نهاية الإستبداد،فنظام غيلي وأعوانه هم المهددين بالسقوط قريبا.وتعرضت الثورة العفرية وقيادتها منذ إستقلال جمهورية جيبوتي الي الإنتقادات والإعتقالات والتصفية الجسدية،وأول الأعداء هم غيلي الذي كان علي رأس جهاز الأمن،وأفصح سيادته عن عدائه للثورة العفرية في صفحات كتاب Cherif Ouazani الذي طبع تحت عنوان:Guelleh Une histoire de Djibouti.ولا أعتقد أن في الكتاب شيئ من الحقيقة،وصدر الكتاب لأجل تلميع صورة الرئيس الذي بدأ تاريخ جيبوتي من فترة حكمه!ومعظم الجيبوتيين لم يقرأو الكتاب،ولذلك لم نري ناقدا يحلل ويناقش ويدقق فيما ورد في الكتاب،وأغلبية الوزراء أشتروا نسخ عديدة من الكتاب إرضاء للقائد فقط،وعندما ينهار النظام أتوقع أن ينقسم القراء حول الكتاب الي إتجاهين:إتجاه إسماعيلي،وإتجاه آخر يعارض ما ورد في الكتاب.وأما قبل ذلك لن يكون هناك رأي بخصوص هذا الكتاب،لأن نظام غيلي لا يسمح بأي رأي معارض لكتابه ومؤلفه الذي ركز وروج كثيرا لتلميع صورته في الإعلام الغربي كإعلامي ينتمي الي مؤسسة إعلامية كبيرة في باريس.وكلما أقرأ هذا الكتاب يتحرك في قاع وجداني بركان،لأن الرئيس ومؤلف الكتاب يستفزان القارئ والمواطن الجيبوتي الذي يعرف من نظام جيبوتي ورئيسها أكثر مما يعرف سي-Cherif Ouazani،الذي أساء الي مهنة الإعلام قبل أن يسيئ الي شخصه هو..وحب المال والشهرة دفعته الي تأليف كتاب مزيف عن رئيس ديكتاتور يحكم شعبه بالنار والحديد!

 

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.