اعجب ما اعجب في أمر حاكم يحب وطنه في الخيال،أكثر مما يحبه في الواقع،اعجب ما اعجب في امر حاكم يحب شعبه في الخيال،اكثر مما يحبه في الواقع،وهذا الصنف من القادة يعيش في عالم الخيال،والخيال عنده اهم من الواقع،الواقع مر والخيال جميل مثل الأحلام التي نرآها في المنام.وهذا النوع من البشر،لا يحب الا نفسه،ولا يحب الا لنفسه وأهله وعشيرته.وهذا النوع من البشر يقول السعادة لي،المستقبل لي ولأولادي،وكل ما هو جميل لي،السلطة له،والجيش في خدمته،ورجال الدين في طاعته،والشعب في تعظيمه وتقديره،بينما هو يري الدنيا وما فيها أصغر من حجمه وشخصه وقوته وجبروته! ينسي المسكين أنه خلق من ماء مهين،ينسي المسكين أنه مثل غيره من البشر،يصيب ويخطئ،وهو لا يدري ان من رفعه الي فووووق،قادر علي سلبه وإسقاطه،مثل فرعون وهامان،مثل معمر وموبوتوا،مثل مبارك وصالح،مثل بن علي وعمر البشير!هكذا يذهب الملك بساعة بثواني،ولا يترك لصاحبه الا الخزي والعار والحزن والعداوة والبغضاء والكراهية والأعداء.وعندما يذهب الملك لحاله،يذهب معه طلاب الملك وخدمه وجواسيسه،وهكذا تصطك قدم الظالم بقدم المظلوم.قبح الله الظلم وأعوان الظلم.اللهم أرفع الظلم عن المظلومين في كل مكان، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.
إبراهيم علي