لا يتمادي عليك الا من منحته حجم أكبر من حجمه.

لعبنا ونحن صغار،وسنلعب ونحن كبار،لكن ذاك الزمن يختلف عن هذا الزمن. يلعب الشباب في صغرهم لكي يثبتوا جدارتهم وموهبتهم في حيهم وديرتهم،لكن عندما يعقل الإنسان ويتجاوز سن المراهقة تتغير أهداف اللعب من شخصية وفردية مراهقة الي شعبية وطنية وسياسية.واللاعب الذي يريد أن يحتفظ بالكرة بين رجليه مثلما يحتفظ بأعضائه الناسلية عقله لا يختلف كثيرا عن عقل ملك الملوك وبعل ليلي الذي طار بليلي ليلا نحو الأراضي المقدسة وعقل البشير الذي خرج من القصر الي السجن ليس ببعيد عن هذه العقول المريضة! وما يمكن قوله في هذا الخصوص،إن قادة أفريقيا أقل ذكاء وفهما وإنسانية ورحمة وحضارة من نجوم كرة القدم.وهل سمعتم لاعبا واحدا رفض أن يعتزل عالم الكرة؟طبعا لا،لأن القوانين تلزمه بإحترام القانون.خلو الناس تشارككم في اللعب بعد أن إنتظروكم عقودا من الزمن.وفي الآخير ستكون الغلبة للفريق الجدير بالفوز،لا للرئيس القوي المستبد الذي حول الدولة الي شركة تديره القبيلة.ونحن نحاول قراءة الأوضاع في القرن الإفريقي وخاصة جيبوتي وإرتريا من زاوية النظر الي قادة هذا البلدان،والحل الحاسم لهذه المشكلة يأتي من بوابة العمل السياسي بالدرجة الأولي.ولا نستطيع أن نتجاهل السحب الداخنة التي تتجمع في سماء إرتريا وجيبوتي.وإنسحاب البشير من السلطة كان تطورا سياسيا،بينما الديمقراطية الإثيوبية كانت شبه معجزة في القرن الإفريقي الذي لم يتعود بعد في ممارسة تداول السلطة،فإن أي إيقاف لظاهرة العنف يعد في نظري خطوة إيجابية،ومبادرة وقف العنف في إثيوبيا إستند الي تطور في الرؤية السياسية التي فاجئنا به اللاعب الإثيوبي الجديد الذي حلل ما كان محرما في كتاب التيجراي.فإن الدولتين: أسمرا وجيبوتي مستقبلهم سيصبح في مهب الريح في العام المقبل أو قبله.ففي جيبوتي التي تزداد فيها الأزمة الإقتصادية والسياسية تفاقما،الإحتمال كبير أن تتدهور العلاقة بين الصين والنظام الذي أغرق الدولة في الديون الصينية.ولن تنفعه دعوته الي منح الصين مزيدا من الموانئ لتتنازل عن بعض ديونها الذي عجزت الدولة لسده في الوقت المحدد.ونظام إرتريا الذي حول الوطن بكامله الي سجن منبوذ لا يبدوا أنه قادر علي تجاوز الأزمة السياسية التي تهدد شخص الرئيس ونظامه وشعبه.ومن شأن ذلك أن يهيج المتظاهرين لا أن يسكتهم.وفي ظل هذا الوضع فإن التظاهرات والقلاقل سوف تستمر،وإستمرارها يجعل من الصعب علي الشعبية أن تستمر في موقفها.وما فعله الشعب السوداني بالبشير،أتوقع أن يفعله الشعب الإرتري الذي ناضل طويلا لقهر الإستعمار.فهل سيقبل الإرتريون ما رفضوه سابقا من نظام هيلي سلاسي ومنجستو هيلي مريام ؟وهذا الزعيمان بحاجة ماسة الي إستشارة أخصائيين نفسيين لمساعدتهم علي الإقلاع عن السلطة،للتخلص من (الأنا) المتضخمة عند كليهما.”يقولون لا يتمادي عليك الا من منحته حجم أكبر من حجمه”

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.