ظاهر يمجد،وباطن يلعن.

في هذا اليوم سأحاول أن أسلط الضوء علي مأساة شعبنا وأهلنا في إقليم العفر في إثيوبيا.ومعظم الأخبار التي تردنا من هناك فظيعة ومؤلمة وغير إنسانية،والأسوأ من كل ذلك هو سكوت رئيس الإقليم الذي يشبه سكوت اللآت والعزي،لا نري منه حركة،ولا كلمة،وكأنه مقطوع اللسان!لا أمن في إقليمه،وهو ساكت ومتفرج علي مآساة أمته من العاصمة سمرا! المجموعات العيسية المسلحة تمارس الإرهاب ضد شعبه وهو يتفرج!ولا نسمع منه كلمة! يقيمون حواجز أمنية مزيفة ويذبحون المسافرين والرعاة،يدخلون القري ويقتلون من فيها،والصنم قاعد في عرشه.يا ليته يكون صنما من الخشب.ومثل هذه الأحداث لم نعرف مثلها من قبل في هذا القرن.لم يفعلها هيلي سيلاسي ولم يفعلها نظام الدرك الذي كان ضد الشعب وسلطانه،لم يمد سكاكينه ضد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا.وهذا الفصل العفري شاذ في تاريخنا.وأكثر منه شذوذا،أن البعض يحاول أن يتكسب من دم الأطفال والعجزة ورعاة الغنم والبقر والإبل..في الإقليم صراع علي السلطة وهو صراع غبي ومحزن،وأطراف الصراع يستهدفون بعضهم البعض،والمتضرر هو الشعب والوطن.فالسلطة تلام علي كل الأزمة،ولا نبرأ ساحة المعارضة،ورئيس الإقليم عاجز عن فرض هيبته علي الإقليم.سلطة خرساء تعتمد الكذب وسيلة،تحمي بها نفسها ومجموعتها،أمام نظام سخيف من دون مؤسسات حكومية تراعي مصالح الشعب..ظاهر يمجد،وباطن يلعن.والمجموعة العيسية المدعومة من دول الجوار هي من يزرع الخوف والرعب في إقليم العفر.لا من يحتج،ولا من يندد،الشيوخ ساكتين وعلماء الدين يقفون الي جانب من بيدهم السلاح والسكاكين،بحجة أنهم لا يدرون لمن تعود ملكية هذه الأرض!!!وهذا تبرير رديئ وخاطئ.وقتل الشعب في الإقليم لا يضعف السلطة لأنه بعيد عن مراكز قوتها الإقتصادية والسياسية،وكذلك لا يقوي المليشيات العيسية المتطرفة التي تذبح الأطفال كما تذبح الخرفان،وكذلك لا يمنحهها الشرعية.فصور جثث الأطفال الملقاة علي قارعة الطرق مفزعة ومؤلمة،ومثل هذه الصور تثير الهلع والفجيعة. وكلما يحدث في إقليم العفر هو من فعل العفر،قبل أن يكون من فعل دول الجوار.ومجموعة حسين بوح تقول أن العفر أمة مهزومة لن تلبث أن تقوم،فلسنا أول أمة تهزم كما يتخيل المخبول حسين بوح،وما من شعب علي وجه الأرض الا وذاق مرارة الهزيمة في وقت ما من تاريخه،الحرب كر وفر،يوم لك،ويوم عليك،وهذا ما لم يعرفه حسين بوح،والأمم منذ بدء الخليقة تهزم وتقوم،من الأمبراطورية الرومانية،الي أمبراطورية الولايات المتحدة الأمريكية.وقريبا سيستعيد العفر قوتهم ووحدتهم،وسينهضون من جديد.ولن يستقر الوضع في هذه البقعة الا إذا هدأت أطماع المليشيات العيسية،وعرف كل ذي حق حقه،وقنع كل بما في يده عما في يد غيره.وعلي المليشيات العيسية أن تنسحب الي حدودها إن لم يعجبهم العيش مع الشعب العفر المسالم.وفي الختام أقول عن السياسين العفر مثلما قال مصطفي لطفي المنفلوطي:اليس أكبر السياسيين مقاما،وأعظمهم فخرا،وأسيرهم ذكرا،ذلك الذي نقرأ في صفحات تاريخه فنري حروفها أشلاء،ونقطها قطرات الدماء؟)دخيلك الهي.

بقلم:إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” وسام طوفان الأقصى “

شرفٌ وفضلٌ وكرمٌ من أهله يغمرني فأعتز به وأفخر ، من فلسطين الحبيبة ، ومن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.