ماذا وراء ملاحقة الحكومة الجيبوتية لرئيس الجبهة ” فرود ” قضائيا

بناء على دعوى جنائية رفعتها الحكومة الجيبوتية ضد رئيس ” جبهة إعادة الوحدة والديمقراطية في جيبوتي ـ فرود ـ ” ،المناضل محمد كدامي، الى الحكومة الفرنسية، تم استدعاء الاخير في 21 يناير 2019 من قبل ” المكتب المركزي لمحاربة العنف ” الفرنسي، الواقع بضاحية باريس، وتحديدا في نانتير. ولقد تم استجوابه لمدة ثلاث ساعات حول برنامج واهداف ” الفرود ” وعلاقاتها مع دول جوار جيبوتي …الخ،وذلك بحضور محاميه قبل ان توجه اليه في 13 فبراير 2019 رسالة لكي يمثل أمام محكمة الاستئناف الباريسية.والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الأسباب الكامنة وراء ملاحقة النظام الجيبوتي لمحمد كدامي في فرنسا؟ والجواب هو:

1 ـ ان السلطات الجيبوتية حاولت مرات عديدة اقناع رئيس الجبهة ” فرود ” بالعودة الى البلاد وإغرائه بتولي منصب رئيس الوزراء تارة، وحقيبة الخارجية مرة، ولكن من دون جدوى. فرد المعارض الجيبوتي كان إنه لا يبحث عن منصب أو وظيفة، بقدر ما يناضل منذ عقود في سبيل اعادة قطار جيبوتي السياسي الى سكة الوحدة والعدالة والديمقراطية والحرية والتنمية المتوازنة بين كل اقاليم جيبوتي.

2 ـ أحزاب المعارضة الجيبوتية الشرعية وغير الشرعية فقدت الثقة في رئيس الدولة، وخاب أملها في الحكومة، وغدت تلتف حول ” الفرود ” ، وهذا ما تجسد عمليا في نداء بورجي الذي وقع من قبل عدة احزاب معارضة جيبوتية ومن بينها

” الفرود ” في 15 سبتمبر 2018. هذا مما سبب هزة أرضية عنيفة تحت أقدام نظام حكم الرئيس اسماعيل جيليه.

3 ـ وفي عام 2018 التقى رئيس وزراء جيبوتي عبد القادر كامل محمد بتوجيه من الرئيس اسماعيل عمر جيليه برئيس الجبهة ” فرود ” محمد كدامي في باريس مرتين، الاولى في ابريل والاخيرة في ديسمبر، وطرح عليه مشروع حوار بين ” الفرود ” والحكومة. وقبل محمد كدامي فكرة الحوار من حيث المبدأ، ولكنه أشترط ان يجري الحوار بحضور ومشاركة جهات اقليمية ودولية تشرف على الحوار وتتولى مسئولية التزام الطرفين بتطبيق نص وروح ما يتوصلا اليه من اتفاق، وذلك تفاديا لتكرار تجارب الاتفاقيات السابقة المبرمة بين الحكومة و” الفرود ” في عامي 1994 و2000، والتي لم تلتزم بها الحكومة الجيبوتية. وان الرئيس اسماعيل جيليه فقد صوابه عندما حمل اليه رئيس وزرائه رد المناضل محمد كدامي، هذا مما يفسر الاسباب السياسية الكامنة وراء ملاحقة الحكومة الجيبوتية لرئيس الجبهة ” فرود” في المحكمة الجنائية الفرنسية.

وأيا كان الامر، فإن كل مؤشرات التضامن في فرنسا مع المناضل محمد كدامي تدل على ان السحر أنقلب على الساحر، وان وسائل الاعلام الفرنسية غدت تسلط الاضواء على طبيعة النظام السياسي في جيبوتي، وعلى الاسرة الحاكمة وانفرادها بالسلطة وبفسادها وبممتلكاتها العقارية في الاحياء الباريسية الغالية من ناحية، وعلى تصاعد موجة الاستياء الشعبي في جيبوتي من ناحية أخرى، هذا مما يوحي بأن حبل المشنقة السياسة بدأ يضيق حول عنق الرئيس جيليه وحاشيته ونظامه، وبات يجعله يتخبط خبط عشواء.

عبده قاسم

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.