إن الإنسان ليطغي أن رآه إستغني

ما زال العفر في الساحة الجيبوتية تحت قيود يفرضها النظام القبلي الحاكم منذ عام1977.وهذا النظام القمعي خطط ويخطط السياسات المستقبلية التي سيتم إعتمادها فيما يخص العفر في جيبوتي،وليس من بينها سياسة إيجابية،كلها سلبية قمعية.إن تقزيم العفر والعرب قد يؤدي قريبا الي زعزعة الأمن والإستقرار في جيبوتي،ومنذ عام1977 تعمل الدولة علي عرقلة الطريق أمام العفر ومطالبهم المشروعة ليحدوا عن مشاركتهم في العملية السياسية والتعليمية والإقتصادية في داخل المؤسسات الحكومية التي تتسع لجميع المواطنيين.وشيئا فشيئا تسعي الدولة الي إزاحة العفر عن الخريطة السياسية،وكل من يتشبث بحقوقه يتهم بتهمة تهديد النظام،وهذه السياسة العنصرية القبلية لديها مشروع عنصري بغيض يسعي الي القضاء علي العفر،وكل هذا سيؤدي في المستقبل القريب الي تصدع العلاقة بين العفر وعيسي والعرب المهمشين بعد إستقلال جمهورية جيبوتي.وهذه السياسة القبلية هي من سيؤدي الي إنهيار الدولة وسقوطها كما هو الحال في الصومال الجار.والشعب العفر يندد بموقف الدولة ووزرائها الذين يغذون بذور الفتنة والقبلية،وبعض هؤالاء الوزراء ينظرون الي العفر كأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة أو الرابعة بحكم تهميش دورهم وإبعادهم عن المشاركة السياسية.وإذا لم تسهم الدولة في حل قضية العفر فإنها تكون بذلك تتخلي عن مسؤوليتها كدولة أمام الشعب،لا سيما وأن هناك تكتلات سياسية عفرية قد تقدمت بأفكارها ومطالبها بخصوص الإصلاح في فترات سابقة.ومسرح الإتفاقيات والسلام في جيبوتي حافل بالعجائب والألغاز والغرائب!والإنسان كما هو معروف يطغي إذا تمكن ولن يترك الطغيان الا مرغما،وهذا مبدأ تاريخي قرآني.أول سورة نزلت من القرآن تقر هذا: إن الإنسان ليطغي أن رآه إستغني” وعلي المجتمع أن يسعي الي الأفضل،والسعي الي الأفضل دائما له تكاليف باهظة.ولا تتغير المجتمعات الا إذا غير القوم ما بأنفسهم.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.