جريدة السلام أخبار القرن الإفريقي
الكلمة الطيبة مكلفة لمن يقولها،ومفيدة لمن تقال له.والصحافي السعودي جمال إختفي في عز الظهر في العاصمة التركية يوم الثلثاء الماضي،دخل سفارة بلده ولم يخرج منها بعد ذلك.وحتي الكاميرات عجزت من أن تأخذ له لقطة بسيطة في الداخل!وسعادة السفير السعودي فتح دوليب مكتبته أمام الكاميرات ليقول للعالم وللمشاهدين أجمع أن جمال خرج من السفارة بعد أداء مهامه،ومعظم الناس تعلم ان هذا الكلام بعيد عن الحقيقة.وبهذه التصرفات الغريبة والعجيبة سقطت الديبلوماسية السعودية وفقدت مصداقيتها أمام العالم.وأنا شخصيا لم أخذ كلام السفير علي محمل الجد.ومع ذلك نتساءل ونقول:أين هو جمال؟ومن أي باب خرج؟ولماذا لم يرجع الي خطيبته التي تركها أمام القنصلية؟ ولماذا لم تصوره الكاميرات التي صورته أثناء دخوله الي القنصلية؟ولماذا أختار جمال سفارة السعودية في تركيا من بين كل هذه السفارات السعودية في العالم؟وما هي المهمة التي جاء من أجلها من أمريكا؟ومعظم القنوات العالمية جاءت الي تركيا لتتابع حدث إختفاء الرجل عن قرب من إمام السفارة السعودية باحثين عن إشارات عما سيأتي،وليس ككونه معارضا كبيرا واسع الشعبية،بل ككونه صحافي كبير يكتب في أعرق صحف العالم.وهل إنضم إسم جمال الي قائمة الأسماء الذي أختطفت قبله في الشرق الأوسط؟وما هي قصة جمال مع النظام السعودي ليختفي فجأة داخل قنصلية بلده؟وهل فكرت المملكة العربية السعودية بعملية الإختطاف قبل تنفيذها؟الا تخجل الديبلومسية السعودية من هذا السلوك اللا إنساني؟يا الله،ما هذا الواقع التعس؟لم اجد إجابة قاطعة،وفي الديبلوماسية أعراف دولية،ونظام خادم الحرمين الشريفين ملزم بإحترام القوانين الدولية كما هو ملزم بإحترام دولة تركيا وقوانينها وشعبها وتاريخها العريق.وما هذا العبث؟هكذا إختفي جمال في عز الظهر ليكون مثالا للتضحية،وليصبح قدوة للأوفياء الساعين الي كلمة الحق ولو كان ذلك علي طريقة الأستاذ جمال.وقال الرئيس الأمريكي ترامب:أشعر بالقلق حيال ذلك،ولا أحب أن أسمع عن الأمر،وهناك بعض القصص السيئة للغاية،لا أحب ذلك”وأما الرئيس التركي قال:لا يمكنهم تبرئة ساحتهم،بمجرد القول أنه غادر القنصلية.وماذا كان رد العالم الإسلامي؟ولا شيئ،وكأن الرجل لم يكن منتميا الي هذه الأمة الإسلامية!جاءتكم خيبة.
إبراهيم علي
