هناك مناضل شجاع لا ينظر الي الوراء مهما كانت الحواجز،وهناك مناضل تاجر يبحث عن المكسب المادي من وراء النضال.وأما المناضل الأصيل يبحث عن الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات،وفي نفس الوقت يسعي الي تحقيق مصالح العامة،بعيدا عن المصالح الشخصية.وكل شخص يستطيع أن يحمل السلاح وينضم الي الثوار،لكن ليس كل الناس لديها القدرة علي الصمود والكفاح الي أن تتحقق مطالب الثورة.والمناضل التاجر لا يصمد طويلا في نضاله كما رأينا في جيبوتي وإثيوبيا،وهو أصلا لم يضع في حسابه أكثر من ثلاثة سنوات،وفي خلال هذه الفترة القصيرة يتصور أنه سيحرر الشعب والأرض من الديكتاتورية،وإذا لم تتحقق أمنياته يفكر بالعودة من حيث آتي،لكن الشيطان يقول له:كيف تعود لوحدك؟ويعود يفكر،ويرد علي شيطانه:لا أدري كيف أعود.وهنا يعرض عليه الشيطان بعض الأفكار الجهنمية ويقول له:ما تحاول أن تقنع بعض الثوار بالإنشقاق عن الجبهة،لتعود كقائد لفصيل منشق،هكذا تستطيع أن تحقق المكاسب يا أبن آدم.تعجبه الفكرة ويبدأ البحث عن أمثاله في داخل الجبهة ليعرض عليهم فكرة الشيطان.وهكذا يدخل المناضل التاجر في نضال من نوع آخر في داخل الثورة،ويبصبص هنا وهناك لإقناع بعض الشباب في العودة والإنشقاق،وهكذا يزرع في داخل الثوار مجموعة فاشلة تبحث عن المناصب والمكاسب.وهذه النفوس المريضة تعشعش في داخل الثورات كما تملأ البراغيث فروة الجمال المسكينة.وتقع مسؤولية هذه الأفعال الدنيئة علي القيادة العليا في الثورة،كنتيجة عدم اتخاذ واجب الحيطة والحذر المفروض عليها قانونيا،وعليه تكون القيادة مسؤولة عن نتائج سلوك هذا التاجر الخائن لمبادئ الثورة وأدبياتها.