هذا النبيذ من ذاك العنب

في هذه الأيام كل الأحاديث تدور حول وزير الصحة الدكتور جامع عوكي،وكأن الرجل هو المسؤول الوحيد عن كل صغيرة وكبيرة في جيبوتي.وفي البداية لم يكن يبحث جامع عن السلطة والمال،وإنما كان يبحث عن وظيفة مثل أي مواطن جيبوتي.لكن القدر فاجئه بجلب النعمة كما فاجئه بجلب النقمة عليه.ولم يكن يعلم كيف أتي به القدر بهذه السرعة الي القمة،الي عالم السلطة والمال،الي عالم لم يكن يحلم به حتي وهو نائم.الوزير الذي طبل له الجميع جر الأسري الحاكمة الي الفوضي،وكان ينهب بجشع شديد،فهو الوحيد الذي كان يستمد قوته من الرئيس.والمجتمع الجيبوتي يتحدث اليوم عن جامع كثيرا في مواقع التواصل الإجتماعي ويعتبرونه خائن للوطن،مع أن هذا النبيذ من ذاك العنب ،وهذا غير منطقي علي الإطلاق.وأكثر ما يعيب هذا الكلام،أولهما أنه يتجاهل دور الرئيس في كل ما فعله جامع،وثانيهما أنه يخلط الكذب بالصدق . عندما يكون رأس الهرم فاسدا،فإنه يدمر مؤسسات الدولة وعندما تتدمر مؤسسات الدولة تضيع البلاد،وتصبح دولة فاشلة.وما كان يتحقق كل ما تحقق لجامع الا بموافقة سيادة الرئيس.أعني أن تحركات جامع كان معظمها في ضوء المصالح التي يمكن أن يجنيه غيلي.وأما اليوم إنقلب الشعب علي جامع بعد ان انقلب عليه سهرهه،وهكذا إنقلب السحر علي الساحر،بعد ان تجاوز جامع الخط الأحمر وأساء الأدب الي زوجته،وإنكشف أمره وأفتضح.أما الشئ الذي لا يختلف عليه أحد فهو أن المنتصر في هذه المعركة هي عشيرة غيلي التي كانت تتخوف من شخص جامع الذي كاد أن يختطف جميع المفاتيح ليضعها في جيبه.وفي الختام أختم حديث عن الوزير بهذه المقولة المشهورة :أسوأ الناس خلقا من إذا غضب منك،أنكر فضلك،وأفشي سرك،وجحد عشرتك،وقال عنك ما ليس فيك”

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.