إذا رأيت شخص معارض لنظام غيلي لن أقول له لماذا أنت معارض لهذا النظام،لكن لو صادفني شخص يدافع عن هذا النظام القبلي لن أصدق ما يقوله مهما كانت إنتماءته القبلية.لأن الأرض قبل سكانها تشهد علي سوء سلوك هذا النظام الذي يحكم طوال أربعين عاما بالظلم.وفي هذه الأيام ينزع الناس الي المبالغة في الدفاع عن أنظمة قبيحة مكثت في الحكم طويلا.ويعزون اليها النجاحات المذهلة لتضليل الشعب هنا وهناك.ونحن لم نري في الأرض غير إخفاقات وفشل وفقر وتهميش لقضية العفر.وإذا كانت الحكومة عادلة في حكمها مثلا كما يقول بعض العفر المطبلين الوقحين،لماذا لم تبذل مزيدا من الجهد لإنشاء نظام ديمقراطي تعددي يساوي بين المواطنيين جميعا في الوظائف الحكومية؟ولماذا نفضل مجموعة علي مجموعة أخري؟والإخلاص للوطن والمواطنيين أمر مبدئ وغير صالح للمزايدة،ومع ذلك فرئيس الحكومة يقدم مصلحة عشيرته لتحقيق المكاسب دون أن يجد رادعا،فيرجح كفته علي العفر،وهكذا وضع عشيرته في موضع القوة ووضع البقية في موضع الذل والطاعة.وهو يعتقد أن الدفاع عن المصلحة العامة هو شأن القبيلة التي وضعت أمن الدولة بيد حسن سعيد والجيش بيد الجنرال زكريا شيخ إبراهيم.وكيف يكون هذا إذا كان الوطن للجميع؟يبدوا لي أن حكومتنا الرشيدة وقيادتها الحكيمة الذي تبشرنا بقدوم عهد جديد،قد تمهد الطريق لإضطرابات جديدة غير متوقعة.ومنذ اربعين سنة يعد هذا الحاكم شعبه بالتغيير،لكن تحقيق الوعود اصبح من المستحيل،وهذه الوعود الكاذبة ستدفع الشعب في نهاية المطاف علي الخروج الي الشارع ليعلن رفضه ويأسه لنظام جعل مؤسسات الدولة كلها بيد مجموعة واحدة.الا يعتبر هذا فشل الدولة في تحقيق أهدافها السامية؟ولم تعد الدولة سوي ورقة يستعملها الحاكم لجلب المصلحة الذاتية لعشيرته،ولذا لا بد من إزاحة النظام من الحكم،كما جري لمجموعة وياني في إثيوبيا.واللوم الأساسي يقع أولا علي عاتق المعارضة الجيبوتية التي هي أبعد عن أن تكون موحدة في وجه نظام لا يؤمن بالتغيير.. ان ما لا يمكن تحقيقه بالسلام علي الطريقة الإثيوبية،يمكن تحقيقه بالقوة.
إبراهيم علي