رجل الأمن:الخصم والحكم

يتساءل رجل المخابرات لماذا يكرهه المواطن؟ولماذا يتجنب الحديث معه؟حتي يخاف عن النظر اليه.ولماذا لا يجلس الي جانبه مثلا في الأماكن العامة؟ولماذا يصر علي أنه عدو؟الكل يعرف أن الأنظمة الإستبدادية هي من يصنع رجال الأمن لترعب به الناس في كل مكان،وهي الداعم الرئيسي لهذا المخلوق الضعيف الذي ينظر اليه الناس كشيطان رجيم.يخاف منه الناس بسبب ما يقوم به من أعمال وحشية وخراب وإستهتار وإرهاب الي ما لا نهاية من الأوصاف السيئة التي يمكننا أن نصف به هذا المخلوق الذي تجاوز في تصرفاته أدني مبادئ الأخلاق الإنسانية.فهو المسؤول عن الأمن،يتابع كل صغيرة وكبيرة،ويتصفح بعض الصحف والمواقع التي يشك في ولائي أصحابها.ورجل الأمن يعرف الأسباب الخاصة والعامة لعدم تقبل الناس له،ويعرف أيضا أن إستمراره في دعم النظام هو الذي يزيد من كره وحقد الناس تجاهه.وهو يتحدي علي حدود الله،لا مبادئ ولا ثوابت ولا عهود،ويتحدي إرادة الشارع علي مرئى ومسمع الناس من دون أدني اكتراث أو مسؤولية أو خوف،فهو يعرفنا جيدا،كما أننا نعرف سلوكه المزدوج الذي يحقق مصالحه.ويعلم جيدا أنه لم يعد قادرا علي تغيير الناس بالخوف.هذا هو الواقع،وهذا هو سلوك رجل الأمن الخصم والحكم في آن واحد.ونعود للتساؤل لماذا يكرهه الناس؟إنها السياسة،والسياسة وسخة وعداوات وقطع أرزاق ومطاردات وتعذيب ونفي وإعتقالات وإغتيالات،وربما يكرهونك لهذا السبب يا عزيزي.والعمل المخابراتي عادة ينشر الخوف بين الناس،وبالتالي يعيق تطور المجتمع في المجتمعات التي يتحكم فيها فرد واحد،ومصالحه دوما مع الطرف القوي.وأما في المجتمعات الغربية لم يعد رجل المخابرات مخيفا،كما هو الحال في الدول العربية والإفريقية والإسلامية.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.