جيبوتي:الحاكم ضد التغيير

منذ أن جاء الدكتور آبي أحمد الي الحكم في إثيوبيا ونحن نحاول معرفة ما يجري في الساحة الجيبوتية،ونظام جيبوتي العنيد الذي يحكم طوال أربعين عاما لم يصدق بعد كيف حصل ما حصل من تغيير وبهذه السرعة وبدون مقدمات في إثيوبيا.وكأن أديس أبابا تقول لحاكم جيبوتي:كفي يا رجل،فقد زهجت المنطقة برمتها من جوركم في الأرض.ورئيس الوزراء الإثيوبي الجديد لا يدري أن الرئيس الجيبوتي شبه مدمن وحسب،بل الرجل مغرم بالسلطة،ولا يتخيل الحياة بدونها.والذي لم يجرب الحكم لا يعرف أهمية الحكم في حياة الطغاة،والسلطة هي التي تحكم الطغاة وتتغلغل في تفاصيل حياتهم،مثل الخمر بالنسبة لرجل مدمن علي الشراب.وهناك طغاة سقطوا بسبب تمسكهم بالسلطة شر سقوط مثل نظام بن علي في تونس ونظام معمر القذافي في ليبيا ومبارك في مصر وصالح في اليمن.كلهم سقطوا الا البطل الجيبوتي،أربعين سنة ظلت السلطة معاه،وكأنها مغرمه به أيضا.ما من أحد يطيق طول الصحبة الا هو وشلته.والحاكم الجيبوتي كلف بهذه المهمة بفضل القرابة التي كانت تربط بينه وبين غوليد،وفجأة تحول الرجل الي زعيم بلا منازع.بليت هذه الجمهورية الصغيرة بحاكم لا يعرف قلبه الرحمة والصدق والسلام،ولا يسمع الشكوي لمن كان شاكيا.وها هو الزمن يدور دورته ويقول كفي ظلما وتكبرا ومكرا وخداع.ومن يتابع سلوك هذه الدولة سوف يقف متعجبا أمام تصرفاتها مع شعبها ودول الجوار،وخاصة إثيوبيا الجديدة.والمواطن في هذه الدولة يبحث عن حياة جديدة أفضل من الحياة التي عاشها في ظل حاكم يبحث عن الخلود.وعلي النظام الجيبوتي أن يغير لهجة العنف والمكر والخداع ليحاول أن يتدرب علي لغة العصر القابلة للتغيير.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.