راح بإسم الشعوب يقضي ويمضي** والشعوب الغفلي تغط جمادا

دولة جيبوتي تتخبط شمالا وجنوبا طوال أربعين عاما،والشعب المغلوب علي أمره ينتظر المعجزة من السماء لتحارب نيابة عنه.وأكثر ما يدهشني هو طبع الإنسان الذي يتظاهر بحب نظام يلعنه في صمت.هذا النظام الذي نلعنه في الظلام حرم شعبنا من الماء والكهرباء والتعليم والسكن والدواء والخبز وحليب الأطفال ومع ذلك نتشدق بحبه وإحترامه،ومع ذلك نطيع أوامره وكأنها من السماء.من الأشياء العجيبة في جيبوتي ،إن نظامها مولع بالنفاق،ومن خلاله يصتاد الآوادم،ومن خلاله يلعب بعقول الشعب،ومن خلاله يشوه الدين ويستغل رجال الدين والفنانيين.إنها ثقافة الحزب الحاكم الذي إستلم السلطة من الرجل الأبيض.إبتدع نظام جيبوتي بدع سياسية هائلة ليس لها نظير في القرن الإفريقي،دون التفكير علي الأسس المتينة التي يقوم عليها المجتمع والدولة.والحاكم عندنا ينتظر الكثير من المواطن الغلبان،لكنه لا يعطيه في المقابل شيئا،الا المزيد من الكذب والنفاق والوعود.وليس كل ما يخطر للمرء يقوله في جيبوتي،لا سيما إذا كان صحيحا.لقد أدرك البعض من شعبنا أن سياسة الحزب التي تحكم البلاد بأسلوب زعيم العشيرة حول الوطن الي أرض تعبث فيه القواعد العسكرية العالمية منها الصينية والأمريكية والفرنسية واليابانية الخ..،ولم تهدف الا الي إبقاء هذه البقعة من العالم بما لها من إستراتيجية الي قاعدة عسكرية،لينطلق منها الجنود الي مناطق الصراع.ونظام جيبوتي ليس الا كغيره من الأنظمة الإستبدادية عنادا وحمقا وتزويرا وظلما وقتلا وفساد ورشوة وإهتماما بالبحث عن الشركات العالمية لتتعاقد معه في الظلام.والشعب الجيبوتي اكتشف حقيقة هذا النظام الفاشل،وسنة إضمحلال الدول التي تسود ثم لا تلبث أن تبيد لا بد جارية عليها كما جرت علي غيرها عبر تاريخ الإنسانية الطويل.وهذا الحزب زرع الخلافات والنزاعات وأحل الدماء،وأستحل الحرمات،وجعل من القبلية سياسة ومن السياسة دين.كل ذلك لأجل الرئيس وعشيرته.وكل ذلك ليزداد الحاكم ثراء والشعب فقرا،وهذه السياسة تقود البلد الي الإفلاش السياسي والإقتصادي والإجتماعي والتعليمي والصحي.وأيهما أكثر نفعا وقبولا في زمن البذخ،أن تنفق الأموال في إقامة الحفلات الموسيقية والحزبية أم في بناء مؤسسات الدولة التعليمية أو في شراء معدات حديثة للمعاهد العلمية وللمستشفيات أو لحفر الأبار في المحافظات التي يعاني فيها الشعب من قلة الماء والدواء؟وتسحق الديون الخارجية حكومة جيبوتي،وهذا ما أكده وزير خارجيتها في حديث أجراه مع وزير الخارجية الأمريكية.ومعالجة أزمة الديون المتراكمة في القارة السمراء لن يتم بتقديم المساعدات المالية مهما بلغت من الضخامة فلا يمكن لشعوب القرن الإفريقي بأكملها أن تعيش علي الصدقات الخليجية والغربية،ولا يمكن للإنسان مهما إتسمت هذه المساعدات بطابع إنساني أن تغنيه عن العيش بكرامة.ولا يمكن إنقاذ إنسانية الإنسان الا بإطلاق التطور الإقتصادي الإجتماعي والحد من الفساد الإداري المتفشي في جيبوتي وإثيوبيا والصومال وإرتريا.وتتهافت الشركات الصينية واليابانية الي جيبوتي لإستثمار أموالهم هناك ركضا وراء الربح الوفير السريع والمريح،في حين يعيش المواطن الجيبوتي في وهدة الفقر ومآسيه.وكل شيئ هان،ولم يعد للإنسان قيمة،كما لم يعد للحاكم إحساس بقيمة الإنسان.راح بإسم الشعوب يقضي ويمضي** والشعوب الغفلي تغط جمادا..كما قال الشاعر الكبير علي دمر.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.