الكاتب / انور ابراهيم

امريكا والصين الصراع في القارة الافريقية

انور ابراهيم أحمد
اديس اببا – اثيوبيا
تشهد الساحة الافريقية منذ امد بعيد صراع بين القوي الكبري في العالم ،مابين فرنسا وبريطانيا اكثر الدول الاستعمارية التي استعمرت الدول الافريقية سابقا ،والان الحراك والنافس لنيل وكسب ود الافارقة ،ياتي من الصين والولايات المتحدة الامريكية ،اللتان تتسابقان على كسب ود الدول الافريقية ،وتقدم برامج اقتصادية وتنافس حاد في الدخول في شراكات مع الافارقة في كافة الاصعدة .
فكانت زيارة وزير الخارجية الامريكي ريكس تليرسون الاخيرة ،لعدد من الدول الافريقية والتي شملت كل من اثيوبيا وجيبوتي وتشاد ونيجيريا ،وكانت الزيارة لاعادة الثقة للافارقة في الادارة الامريكية ،عقب التصريحات الاخيرة للرئيس الامريكي ترامب ،عن المهاجرين الافارقة والهايتيين والتي وجدت ادانة من القادة الافارقة ،في القمة الاخيرة للتصريحات الغير مسؤولة والهجومية
لترامب .

يارة تليرسون لاثيوبيا

وعقب وصول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ،الى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارته

الرسمية، كان في استقباله لدى وصوله مطار بولي الدولي ،عدد كبير من المسوؤلين الاثيوبيين ، يتقدمهم وزير الخارجية الدك

تور ورقنه جبيو ،وجاءت الزيارة لاول مسؤول امريكي ،عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي السابق اوباما ،وحديثه للقادة الافارقة في مقر الاتحاد الافريقي ،وقدم تليرسون كعادة اي مسؤل امريكي ،عدد من التوصيات والتوجيهات فيما يخص حالة الطوارئ ،التي اعلنتها اثيوبيا الشهر الماضي ،وطالب بان لا تعيق الطورائ حرية المواطنين ،وقدم العديد من المطالب التي دئما ماتتقدم بها القيادة الامريكية للدول الافريقي ،والتي تتمثل في التهديد والوعيد ،ومحاولة فرض وصايا على السياسة التي تتبع الحكومات الافريقية .
وخلال الزيارة وتواجده في اثيوبيا ،أعرب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، يوم الخميس، عن قلقه فيما يخص حالة الطوارئ التي فرضت في إثيوبيا، والتي أعلنتها مؤخرًا ،حكومة الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية ،في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة ،في عدد من المناطق في اقليم اروميا .
وقال تيلرسون: (لقد أعربت الولايات المتحدة عن القلق إزاء قرار الحكومة لفرض حالة الطوارئ مرة أخرى، لأنها تفرض قيوداً على الحقوق الأساسية، مثل التجمع والتعبير عن الراي والتظاهرات السلمية ).

وقال “نعترف بأن الانتقال السياسي للسلطة جار في إثيوبيا، وهو أول انتقال طوعي للسلطة، وأعتبر ذلك رمزًا إيجابيًا للغاية يشير إلى قوة الديمقراطية المزدهرة والمتطورة في إثيوبيا”.
وقد اشاد تليرسون بجهود الحكومة الاثيوبية ،لاطلق 6500 سجين من السجناء السياسيين والنشطاء ،في إطار تعهد حكومي بـتوسيع المشاركة السياسية في البلاد.
وقد اجرى رئيس الوزراء الاثيوبى هيلي ماريام دسالنج ،ووزير الخارجية الامريكى ريكس تيلرسون ،محادثات حول القضايا الثنائية ذات المصالح المشتركة خلال زيارته لاثيوبيا .
قدم رئيس الوزراء توضيحا لتليرسون ،حول جهود اثيوبيا في محاربة الفقر ،وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وأعرب هيلي ماريام عن تقديره للمساهمة التي قدمتها حكومة الولايات المتحدة لتحقيق هذا الجهد.
وقال أيضا :”إن إثيوبيا تقوم بالانتقال من الاقتصاد الذي يقوده القطاع الزراعي ودعي الولايات المتحدة للوقوف إلى جانب اثيوبيا لمواصلة جهودها” .
كما قدم رئيس الوزراء توضيحا لتيلرسون ،بأن الهدف من حالة الطوارئ ،هو استعادة السلام والأمن على وجه السرعة في البلاد.
وحسب مصادر اثيوبية داخلية ، ان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون صرح قائلا :”بأن الولايات المتحدة ستدعم حالة الطوارئ التي أعلنتها إثيوبيا لإعادة سلامتها وأمنها ذا كانت لاتضر بالمواطنين وحقوقهم ، كما حذر من انتهاك حقوق الإنسان المحتمل وقوعه “.

الزيارة والقضايا الافريقية

خلال مناقشته مع رئيس الوزراء الاثيوبي، اتفق الجانبان على اتفاقيات للحفاظ على تعاونهما ،لضمان السلام والأمن في القرن الإفريقي، مع إعطاء الأولوية لقضايا الصومال وجنوب السودان ، وقد التقي وزير الخارجية الامريكي ،برئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ،السيد موسي فكي محمد ،في مقر الاتحاد الافريقي ،وناقش الجانبان عدد من القضايا التي تخص افريقيا والولايات المتحدة ،واكد فكي ان تصريحات ترامب الاخيرة ،اصبحت في الماضي وان القادة الافارقة تجاوزوا هذه المرحلة ،مما يوضح ان هنالك اتفاق توصل اليه الجانبين ،حول الاراء والتصريحات التي صدرت من الرئيس ترامب ،الشئ الذي وجد رفضا من القادة الافارقة ،خلال القمة الاخيرة التي عقدت في اديس اببا .
وفى المؤتمر الصحفى الذي عقده الجانبان بعد مناقشتهم ، قال وزير الخارجية الامريكى ان بلاده حريصة على دعم اتفاقية التجارة الحرة للقارة.

واعترف ريكس تيلرسون أيضا بدعم البلدان الأفريقية في مكافحة الإرهاب للحفاظ على الأمن ليس فقط في دعمها المالي ولكن أيضا في التضحيات البشرية،كما أشار إلى أن زيارته لأفريقيا هي مؤشر على الدور الحيوي للقارة في مصلحة الولايات المتحدة في المستقبل، وحاول تليرسون ان يكسب ود الافارقة بتانيبهم على شريكهم الاقتصادي الصين متهما الصين بانها خلال مشاركتها في الاستثمار في القارة الافريقية لم تقدم فرص عمل للافارقة محاولا زعزعة ثقة الافارقة في الصين الشريك الاقتصادي لكل الافارقة ناسيا ان القاعة والمقر الذي يتحدث منه هو صيني المنشأ .

افريقيا بين الصين امريكا

دائما مايقدم الاميركان شروطا وقيودا للافارقة في اي اتفاق يتم التوقيع عليه ،حتي يعدوا بمساعدة دول القارة الافريقية ،ومازال الحراك التجاري لامريكا مع دول القارة الافريقي حتي العام 2013 ،ضعيفا مقارنة بالصين التي تفوق مشاركتها امريكا ، حيث بلغت مشاركة الصين ثلاثة اضعاف مشاركة امريكا ،والنموذج المثالي المشاركة الصينية في التنمية الاثيوبية، التي اصبحت نموذجا للعلاقة الافريقية الصينية ،في ظل تبني العديد من المشاريع التنموية، ومابين هذا وذاك تعمل الصين بصورة متسارعة واضعة بصمات كبيرة اصبحت خير دليل لجديتها في التعاون مع الافارقة في كافة المشاريع مما جعلها شريكا استراتجيا في التنمية التي تحققت في عدد كبير من الدول الافريقية في وقت مازالت واشنطن تحاول ان تلعب بالجزة والعصا مع تلك الدول التي حاولت مرارا وتكرارا التقر ب لامركيا دون ان تجد شئ يستحق لانحياز لها في كل افاكارها وقراراتها واءت سياسة الرئيس الحالى ترامب التي خلفت فجوءة كبيرة مابين افريقيا وحكومة الولايت المتحدة اكثر من اي وقت مضي الشئ الذي قد يعمل على ابتعاد امريكا من الساحة السياسية الافريقية بصورة كبيرة .
تظل الصين صديقا للافارقة في كافة المحافل وشريكا استراتيجيا شاء الاميركان ام رفضوا وهذه الصداقة لها مايقويها اذ قدمت الصين لافريقيا ولدولها العديد من المشاريع والقروض والبرامج والاسهامات خلال العقود السابقة الشئ الذي جعل امريكا تتخوف من حراك التنين الصيني في القارة الافريقية .

استراتيجية امريكا في القارة

تحاول امريكا دائما ان تتحرك ببعض المفاهيم في حراكها تجاه القارة الافريقية ،حيث انها تقوم بوضع إستراتيجية خاصة بها ،في التعامل القارة الافريقية ومن هذه الاستراتيجية وعناصر الهامة ، التي تساعدها فى تنفيذ مخططاتها فى أفريقيا, وهنالك ثلاثة عناصر دائما ماتلجا اليها الولايات المتحدة الأمريكية للتحرك فى أفريقيا ،وهى محاولة تقديمها فكرة انها تبحث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان للانسان الافريقي مدافعة عنه امام حكوماته ، ولكن بالرغم منه هذا ، لم يجد الافارقة شيئا يذكر من واشنطن ،سوئ الوعيد والتهديد والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الافريقية ، فكان ان اتجهت بعضها على الشرق الاسيوي للبحث عن حليف اقتصادي وسياسي قوي .
زيارة الرئيس اوباما السابقة لاثيوبيا ،كان يصحبه فيها حوالى50 ممثل لكبري الشركات الامريكية ،والتي وعدت اثيوبيا للدخول في السوق والاستثمار الاثيوبي ،وتقديم خبراتها وتجاربها لاثيوبيا ،ودخلت عدد كبير من شر كات الدول الاسيوية والاروبية في المشاركة في المجمعات الصناعية ،دون ان تدخل اي من الشركات الامريكية الكبري ،وماان انتهت الزيارة حتي اصبحت الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية حبر على ورق .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Anwar Ibrahim

انور ابراهيم احمد كاتب وصحفي اثيوبي مهتم بالشأن الاثيوبي العربي والاثيوبي الافريقي ومنطقة القرن الافريقي له العديد من المقالات في عددكبير من الوسائل الاعلامية

شاهد أيضاً

عدد من رؤساء الدول يبعثون ببرقية تهنئة للحكومة الاثيوبية بمناسبة ذكري ال28 من مايو

انور ابراهيم اثيوبيا – اديس بعث عدد من رؤساء الدول رسائل تهنئة للرئيس الدكتور ملاتو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.