الذي لم يهزه العود وأوتاره؛والربيع وأزهاره؛والروض وأطياره فهو مريض المزاج يحتاج الي علاج.

ابوس يد كل فنان عفري؛أو فنانة عفرية تقف مع قضية شعبها؛وأقف إحتراما وتقديرا لكل فنان يقاوم بفنه الظلم والإضطهاد.وانحني أمام كل فنان يعبر عن هموم شعبه؛ونحن هنا بصدد الحديث عن الفنانة العفرية القديرة مفرة؛ووطنية مفرة محمد سر نجاحها؛فهي بالنسبة لهذا الجيل الأم الحقيقية للفن والفنانيين.وفي التسعينات إنتشرت أغانيها بقوة في الساحة العفرية سواء كان ذلك في جيبوتي أو في إرتيريا او في إثيوبيا.إن الفن والفنانيين العفر سابقا لم يتخلوا عن قضية شعبهم ابدا؛والشاهد علي ذلك فن أحمد طلحة وأحمد لعدي وشيخ أحمد وهارون دوود ومحمد علي عمر المعروف ب سكروا وهارون علي شيخ وعبدالله لي؛وفن مفرة يذكرني بفن هؤلاء العمالقة الذين رحلوا الي دار الآخرة.وهناك حقيقة واقعة وهي أن الأنظمة القائمة في هذه الدول تحاول دائما بمنهجية مدروسة؛لجم الفن والفنان العفري الثائر بطبعه؛لتجعل من الفنان جنديا يأتمر بأمر قائده.والفنان الحقيقي لم ينعزل عن الشعب ونضالاته في أية يوم من الأيام؛والفنان الحقيقي دائما وابدا يقف الي جانب الشعب؛إما في الأغنية؛وإما في المسرح كماكان يفعل الفنان الكبير عباس دوجلي.وهذا النوع من الفنانيين أقرب الي الناس من سياسييه؛ونحن هنا نريد ان نسلط الضوء علي الفنانة الكبيرة مفرة التي تعتز بإنتمائها الي الأمة العفرية؛واغانيها وطنية تعني بشؤون العفر؛تغني لأرضها وناسها ومائها وصحرائها وتلالها وجبالها؛وهي دائما تدعوا الي النهوض والنضال والصمود والكفاح والمثابرة.ولهذا السبب وحده نتحدث عنها وللسبب نفسه منعت من إحياء حفل غنائي في العاصمة جيبوتي.فشخصية مفرة الرقيقة التي نراها في الصورة تحتضن العود في ضفاف البحر الأحمر؛تخفي وراءها شخصية قوية وفنا عظيما يحمل هموم الوطن والمواطن؛ولعل أغانيها خير دليل علي ذلك؛دائما نراها تحض مجتمعها بالنهوض والدفاع عن قضايا امتها.النجمة مفرة حالة خاصة؛فهي تعلم جيدا كيف تحرك مشاعر الجماهير المعجبة بفنها؛وتعرف كيف تحول الأغنية الي سلاح ذو حدين؛وكأنها تطبق مقولة الكاتب بليخانوف عن الفن؛حيث قال :حينما تغلق ابواب النضال السياسي بوجهكم؛ناضلوا عبر الفن..عبر سلاح الثقافة.بالضبط كما كان يفعل الشاعر محمد فردا في التسعينات.في البدأ أتساءل:ما هو واجب الفن والفنانيين العفر في الوضع الراهن؟ولماذا يبتعد هواة الفن في الساحة الجيبوتية عن هموم أمتهم؟وأين هو الفن عن النقد؛أي أين هي ثورية الفنان في هذه المرحلة؟ولماذا يركز الفنانون في تمجيد النظام فقط؟ أين هو الفن العفري من إنتقاد نواقص النظام والآثار السلبية التي يتضرر من ورائها المجتمع برمته؟وهل الفنانيين العفر يئسوا هذه المواضيع المسيرية؟الفن عند مفرة لا يزال ثوريا ومواكبا وطليعيا في كثير من المرات؛وبينما نري مع الأسف العديد من الفنانيين العفر قد اصبحوا بوقا لنظام جيبوتي الذي جند ما تبقي من الفنانين في كتيبة غيلي.وعرقلة العمل الفني تعتبر بحد ذاته عرقلة لإبداع الفنان أو الفنانة؛وينعكس ذلك علي الحركة الفنية بصفة عامة..وتعد مفرة من الفنانين الكبار في الساحة العفرية؛ولعل هذا ما ميز فنها عن فن الطفيليين الذين يظهرون هنا وهناك.وهي مبعث إفتخار العفر ما دام فنها في خدمة الإنسان والأرض.مفرة محمد لالي تجسد الشخصية العفرية بهمومها وقسوة عيشها؛سواء كان ذلك في المدينة او في البادية؛ولهذا السبب نفسه سجنت عام 2014 في إثيوبيا.لكن لن يسمح الجمهور الا بالفن الذي يروج للفضيلة. كما قال أفلاطون.ونحن مع مفرة؛ومفرة مع الفن الراقي؛وأخيرا نختم مقالنا عن الفن بكلام الإمام الكبير أبو حامد الغزالي الذي يقول :الذي لم يهزه العود وأوتاره؛والربيع وأزهاره؛والروض وأطياره فهو مريض المزاج يحتاج الي علاج” والذين لم يعجبهم فن مفرة محمد أيضا مرضي؛ولا يعجبهم العجب.

 

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.