إن الله لا يغير بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم

 إن المثقفين ورجال الدين في عالمنا العربي والإسلامي والإفريقي أعضاء في نادي الحكام،يسيرون في قافلتهم،وكل ما يحتاجون اليه يأتيهم من القصر الجمهوري،من أقلام ودفاتر وكتب وخطب وسكر وزيت ورز بما فيه حزمة القات،وكذلك الراوتب تأتيهم من هناك بعد أن أفلست جميع البنوك،كهبة من القائد.ولضمان بقائهم  علي قيد الحياة إختاروا الطاعة،طاعة ولي الأمر.وهنا تنحصر مهمتهم في إزاحة الأتربة والغبار وبقية الأوساخ المتراكمة حول القصر.ومن يعترض لرأيهم يواجهونه بالآيات القرآنية لتوظيفها لخدمة الحاكم ويقولون : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيئ فردوه الي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).وهكذا يحرفون الكلمة عن مواضعها، ويجهلون أن التعاون في الحكم ليس معناه الطاعة العمياء والمطلقة لأولي الأمر،بل التعاون في الحكم هو التشاور وتبادل وجهات النظر علي الطريقة الغربية.بدليل قوله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله).وإذا أردنا بالفعل أن يكون لدينا مثقفين وكتاب أحرار من أمثال الكاتب الجيبوتي عبدالرحمن وابري والدكتور علي كوبا والشيخ عبدالرحمن بشير علينا أولا أن نعيد التفكير في أسلوب الحكم الذي يديره فرد واحد..ويجب أن لا يكون شأن الدلة منحصرا بيد مجموعة معينة لا تعرف غير التطبيل والتقبيل.ويجب علينا أيضا أن نتجاوز هذا التفكير العقيم الذي يقدس الحزب الواحد.فالنبحث عن آليات جديدة تضمن للمواطن نقل السلطة من شخص الي شخص آخر أكثر مصداقية وديناميكية فيما يخص في شؤون الدولة.ويجب أيضا أن نبحث عن الشخص الذي يمتلك مواصفات ”الحاكم” بعيدا عن الموالاة العشائرية والقبلية.وكل ذلك مرتبط في النظام الديمقراطي وحرية الصحافة،ولكي نخرج من العتمة الي النور،يجب أن تتحرر العقول المثقفة في الدولة-رجال الدين ورجال الفكر والمثقفين والكتاب والشعراء والفنانيين،ويعتبر الفن أحد أشكال الوعي الإنساني في المجتمع،كما يعتبر الفن أحد أشكال الثورة الي جانب الثورات السياسية والطبقية،وهو مرتبط دياليكتيكيا مع الأشكال الأخري للثورة.وحينها سيتحرر الشعب الذي يعاني من إنعدام الحرية والضغوطات السياسية والأمنية التي تنتهجها الدولة طوال أربعين عاما.ويقول الكاتب الأمريكي إيريك هوفر- *” إن أكثر البيئات صلاحية لنمو الحركات الجماهيرية هي المجتمعات التي تتمتع بقدر كبير من الحرية”.وغير هذه الحلول قد تؤدي بنا الي ضرر كبير وفساد عظيم،وغير هذا ايضا قد يؤدي الي انفلات الأمن والإستبداد وقمع الحريات،كما سيؤدي لاحقا الي وسقوط النظام كما حصل ذلك في عديد من الدول الأفريقية والعربية.وهل نتغير الي الأفضل،ليتغير حال المواطن في الوطن؟ويقول الله سبحانه وتعالي لا يغير الله بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.صدق الله العظيم

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بين الرد بذكاء ايراني والتطاول اللا مسؤل .

عندما ألتفت العالم إلى معاناة أهل غزة انتفضت الشعوب وليس الحكام من إجرام الكيان الصهيوني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.