الي أين تسير جيبوتي؟

 

ماذا بعد إطلاق سراح الدكتور عدواي حسن،بعد قضائه ليلتين في السجن؟هذا السؤال الصعب يطرح هنا وهناك،ولكنه يطرح بكل حذر،يطرح في مجالس ”القات” همسا،وكذلك يطرح بخوف شديد في القهاوي.لكن الجواب لهذا السؤال غير متوفر الا عند من كانوا وراء إعتقاله وطرده عن وزارة التربية التي تحولت فيما بعد الي وكر للصوص.والدكتور عداوي ظلم قبل أن يعتقل،ظلم من يوم ما أجبر علي الإستقالة،وحينها فوجئ الكثيرون في الوطن وخارج الوطن،وربما أراد غيلي حينها إيصال رسالة واضحة الي العفر الذي ينتمي اليهم الدكتور عداوي حسن،فحواها أن أية وزير في الدولة مثل (عبد) ينتظر الإذن من سيده قبل أن يتنفس”.ولا غرو أن الدكتور عداوي كان وزيرا ديناميكيا طموحا وصاحب علاقات واسعة مع أطياف المجتمع المختلفة،ولم يسبق له أن أساء الي أحد،لا في الوزارة،ولا في الشارع.وخرج عداوي مكرها عن الوزارة،لكنه خرج معززا مكرما،وإن دل ذلك علي شيئ،فإنما يدل ذلك علي رفضه لأوامر أتته من “هارموس-1”.ولم يكن يعلم الدكتور بأن الرئيس سيشاركه في مهامه ”بشؤن التربية والتعليم” وكان يعتقد أن له كامل الحرية في الأمور التي تقع ضمن مسؤليته.وخرج الدكتور بسلام قبل أن يصبح ”طرطورا” أي ديكورا خاويا مجملا لجهاز فعال يتولي مقاليد الأمور فيه غيره.وليست هذه هي المرة الأولي التي يطرد فيها العفر من مناصبهم دون جريرة.وهنا أذكر لكم حالة شبيه لحالة زميلنا الدكتور عداوي حسن،وكتبها الصحافي المخضرم الأستاذ حسن دحلي في مجلة ”الجيل” الصادرة في القاهرة علي لسان المسؤول الجيبوتي حيث يقول:(أذكر بأن وزير الزراعة علي محمادي (عفري) اكتشف ذات يوم بأن مديرا في وزارته يدعي السيد وابري (عيساوي) كان يتلاعب بأموال الوزارة،فلم يتردد لحظة واحدة في إخطار الحكومة بذلك،وهنا،وأمام دهشة الجميع إتخذت الحكومة قرارا بإقالة الوزير من منصبه،وأبقت المدير المعني في موقعه لحسابات قبائلية وعشائرية ليس الا.”وأنهي حديثه بقوله ”أن أشخاصا مسؤولين في الحكومة ومقربين من الرئيس أجبرت التجار العرب أن يشركوهم أو أقرباءهم في أعمالهم التجارية بدون أن يتقدموا بأي رأسمال يساهمون به،هذا علاوة علي أنهم سمحوا لبعض أبناء عشيرتهم بمزاولة التجارة بدون دفع أدني رسوم وضرائب للدولة،مما سمح لهم أن يبيعوا بضائعهم بأسعار زهيدة الي حد ما،وهكذا إستطاعوا كسر حركة التجارة في البلاد،مما كان موضع سخط رئيس الغرفة التجارية الجيبوتية سعيد علي كوبيش (عربي) الذي بادر بطرح هذه المشكلة داخل المؤتمر الرابع للحزب الحاكم والذي عقد في الأسبوع الأول من آذار (مارس) عام 1989,*2).ولا يبدو أن الأحوال ستتغير نحو الأحسن في الساحة الجيبوتية،وليس في الأفق ما يبشر بالخير بعد أن تسلم زمام الأمور في الوطن سهر الرئيس الذي يدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة.وليس خافيا علي أحد أن العلاقة بين جامع وبقية الوزراء في توتر دائم،لأن جامع مولع بالظهور والأضواء،وسيادة الرئيس تركه يفعل ما يريد.ويبقي السؤال:الي أين تسير جيبوتي في الشهور المقبلة؟ وارجو ان اكون قد وفقت في إفادة القارئ الكريم في التعريف بجزء صغير من سياسة غيلي تجاه المواطنيين في جيبوتي..وفي الختام أترككم مع قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني لنستفيد قليلا من نصائحه.

إبراهيم علي

لا ترفع الصوتَ.. فأنتَ آمِنْ

ولا تناقش أبداً مسدساً..

او حاكماً فرداً..

فأنت آمِنْ..

وكن بلا لونٍ، ولا طَعْمٍ، ولا رائحةٍ..

وكن بلا رأيٍ..

ولا قضيةٍ كبرى..

واكتبْ عن الطقسِ ،

وعن حبوب منع الحملِ – إن شئت-

فأنت آمن..

هذا هو القانون في مزرعة الدواجنْ..

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

الوعد الصادق.. تحدّي إيراني وتحولات إقليمية في مواجهة إسرائيل.

ال 14 من نيسان – إبريل 2024..كانت عملية الوعد الصادق اليوم الذي كسرت فيه إيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.