لا تخالف مبدأك لترضي الناس.

من أين نبدأ الكتابة؟أنبدأ من مراسيم تنصيب السلطان احمد علي مرح في إثيوبيا،أم نبدأ حديثنا عن المهمشين بعض الفيضانات في إقليم العفر،وذلك إرضاء لضميرنا وإنصافا للحق.إذا أرتاح الضمير،إرتفع المقام.لقد سعدنا وسعد الكثيرون بقدوم السلطان الي إقليم العفر وبالحفل الكبير الذي شارك فيه الجميع!لكن الفرحة لم تكتمل بسبب الأمطار الغزيرة التي سبقت الحفل بساعات. وكأنها رسالة من السماء،حلت علينا لترينا وضع الإنسان علي الأرض!وكأنها جاءت لتضعنا أمام الحقائق كما هي،علي الأرض،وكأن السماء مطرت،لنشاهد علي الهموم،قبل الفرح،هموم المواطنيين الذين أخرجتهم الأمطار من أكواخهم بقسوة شديدة،لا الدولة تلتفت الي مأساتهم،ولا المسؤولين يفكرون بأحوالهم.وقفت عند هذه المحطة قليلا لأشاهد بأم عيني،علي حجم المعاناة التي لحقت بالمواطن العفري في إقليم العفر-بسبب هطول الأمطار الغزيرة،لتزيد معاناة الرعاة وماشيتهم،حيث غمرت الأمطار الأرض لتحدث فيضانات في المناطق السكنية..وظل الشعب يواجه هذه التحديات لمفرده،ومعظم الطرق تحول الي برك مائية أو بحيرات!وكان من الصعب التحرك في داخل المدن،أيسعيتا ولوجيا وما جاورها!كانت الأرض رطبة جدا،بحيث لا تمتص المطر الزائد!وكان الحضور في الحفل فوق برك الماء!وقد أثرت الأمطار علي أحوال الرعاة قبل غيرهم!مناظر رهيبة تعبر عن الحزن والعجز والفقر!وأحتفظ بالكثير من الصور في الذاكرة عن المطر،منها ما هو سار،ومنها ما هو حزين،وليست الأخبار كلها زاهية كما يصور لنا البعض في التواصل الإجتماعي!!!يقف الإنسان أحيانا أمام عدد من المحطات ليلتقط فيها أنفاسه لأهمية الحدث،والكتابة عن معاناة الإنسان ستظل أمرا مهما للغاية،هذا إذا كنا إنسانيين وواقعيين. هذا إذا كان الإنسان يعنينا في إقليم العفر.ولهذا السبب قلت:من أين نبدأ؟ولهذا السبب بدأت من الأمطار والفيضانات والمعاناة،قبل الحديث عن حفل التنصيب،وهذا الفرد المهمش جزء مهم في المجتمع،ولذا فضلت الحديث عنه هذه المرة،وعلينا الإهتمام به كبشر.ومن الواضح جدا أن هناك من يفكر في نفسه ونظامه وحزبه ومصالحه الشخصية،ومصالح الوطن والمواطنيين أهم بكثير من مصالح الأفراد.ومن المهم جدا أن يكون طرحنا بعيدا كل البعد عن الدعاية والمصالح الشخصية،أو البحث عن الشهرة في الكتابة.أين هو الإعلام في إقليم العفر،عن معاناة المواطن الذي تضرر بالفيضانات؟وفي الختام أقول:لا تخالف مبدأك لترضي الناس،بل عش حياتك علي مبدأ،وكن محسنا،حتي وإن لم تلق إحسانا.كان الجميع يبحث عن مأوي دافئا مريحا،بما فيه أنا. بينما ذاك المواطن في العراء مبلل وجائع!يعامل معاملة خالية من الروح الإنسانية والإسلامية!ومن حق المرأ أن يتساءل ويقول:يا تري كيف هو وضع المواطنين الرعاة بعض الفيضانات في إقليم العفر؟وما هو ذنب هذا الشعب الذي يعيش في العراء دون أكل وملبس ومأوي؟إنه يتألم لوحده،ويذوب كشمعة تحترق في الظلام!أن الأولي بنا أن نبكي بدل أن نتباهي ونتفاخر ونرقص في حضرة جوع ينخر في جسم البشر!!! يقول دوستويفسكي في البطل الصغير:إن في طبيعة الإنسان حيوية مدهشة!حقا ما كان لي أن أصدق أن الإنسان يملك مثل هذه الحيوية،ولكنني أعرف الآن ذلك بالتجربة”ونفس الحيوية في نفس رعاة العفر المهمشين،ومنها يستمدون القوة للبقاء علي قيد الحياة.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.