بقلم/د.عبدالله علي المقالح
١ – لم يعد الخلاف في قضايا الدين أو التدين مثار جدل عند البعض في هذه المرحلة التي تمر بها أمتنا ، إلا أن يُتخذ سببا أو مبررا لافتعال جدل يعمّق الخلاف في واقع صار مختلفا وغلب عليه الطابع السياسي بامتياز .
لقد صارت المساجد مثلها مثل الكنائس.النادر من روادها من يراها مكان عبادة ، يصلي ويتزود منها علما وموعظة ، فضلا عن كون الصلاة فيها واجبة. والبعض يرتادها كثقافة مجتمعية ، تعزز علاقته وتواصله مع من حوله ، وتأكيد أنه رجل عدل في الحي يعتمده (عاقل الحي) في الشهادة .
. فالصلاة وكيفيتها مثلا لا منازعة فيها ، ولن يجبرك أحد على أن تصلي صلاته، وحتى إن ظهر شيء من هذا فيمكن أن تؤدي صلاتك في بيتك .
إن العنوان الجامع الذي يستوجب الإلتفات إليه والإتفاق حوله هو موضوع العدوان على غزة وما تبعه من عدوان على بلدنا ، فأيا كانت خلافاتنا فالمعركة مفتوحة مع العدو ولا بد من تكثيف الجهود وحماية أمننا القومي من الإختراق المخل بقضايا أمتنا المصيرية.
وبالتالي،
فالخلاف المذهبي الآن ، يفترض فيه ألا يكون عائقا أمام ما يهدد أمن وسلامة وسيادة المجتمع والدولة.
ولهذا ، لا بد أن يكون لنا موقف معلن يلتزم فيه الجميع بالمشاركة والمبادرة التي تعزز توحيد الصف أمام هذا العدوان وتماديه.
إن قضية غزة لم تعد شيعة وسنة. فالشيعي ليس بالضرورة أن يكون سنيا ، ولا السني بالضرورة أن يكون شيعيا حتى نضع مواقفهما أمام اختيار الأصلح لمواجهة إسرائيل وأعداء أمتنا.
فقد تبين أن الدول السنية الفاعلة في عالمنا العربي بعيدة عن روح قضايا أمتنا ، وجاء العدوان الأسرائيلي على غزة وظهر جليا خذلانها للقضية.ظهر في إعلامها وانتشار جيوشها الكترونية المتهمة لحماس بالإرهاب في وسائل التواصل الأجتماعي،بل لم تسلم حتى القوى المساندة لحماس وفصائل المقاومة من نشر التضليل وصناعة الكذب والتقليل من قوة ودعم هذه المساندة.
إن ما يجب عمله وأراه ملحا الآن وليس غدا ، أن يوحّد الطرفان مواقفهما السياسية أمام التحديات المشتركة، مع المقاومة في غزة وسائر فلسطين ، فالمعركة صارت مفتوحة مع العدو خاصة بعد الإعتداء الهمجي على جزء غالي من وطننا العزيز في الحديدة.
٢ – تسخير القلم للشأن الخاص
ثقافة غير محترمة …
أنا غالبا لا أميل إلى أسلوب التطفل على ما يكتبه (المفسبكون) لكن ما يكتبه أحدهم ، وغلب عليه طابع التسول في أجواء أقل ما يقال عنها أنها حالة استثنائية من عدوان همجي هيمن على مناخ الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وصرنا ندفع نحن في بلدنا ثمنه اليوم في الغذاء والدواء والطاقة ، فأمر صعُب عليّ تفسيره.
قد يكون الكاتب المثقف ممنونا لطبيب ما قدم له رعاية فكتب منشورا برهانا لكرم رعايته ، لا بأس .لكن أن يخط كثيرا من كتاباته في هذا المنحى الشخصي من الكلام لأسماء (تجارية ، مهنية ، أو سياسية ) حتى تبدو كأنها ظاهرة في عموم منشوراته،فهذا تسوّل ثقافي غير محترم.
فالمتابعون لهذا أو ذاك من هؤلاء ليسوا معنيين بما يهمك أمرهم كأشخاص ، بل ما يعنيهم هو تناول همومهم العامة وما أكثرها ، ولعل أهمها اليوم هو هذا العدوان المتواصل على شعب عربي مسلم يباد أمام العالم ولم نر لذلك نصيبا في صفحاتك .
بل إن الإستهداف الآن بلغ درجة يطال فيه شعبك ولقمتك وانعكس على جميع حاجاتك وأنت في غيك ولامبالاتك .
قد يقول قائل بأنك حر فيما تكتب، وأنا أجدني حرا أنتقد فيما أراه من توافه الكلم ، فاعذروني .