تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أحدثت ثقوبا في العلاقات الإثيوبية ودول الجوار الواقعة في البحر الأحمر،وهذه الثقوب تتوسع يوما بعد يوم.ولم يكتف النظام الإثيوبي بتصريحاته النارية،بل يبعث رسائل شبه تهديدية لكل من إرتريا وجيبوتي والصومال قائلا:نريد البحر،أما أن نصل اليه بسلام،وإما أن نأخذه بقوة!هل يريد أبي أن يعلن الحرب علي دول الجوار مرة واحدة؟الا يشكل هذا الكلام تهديدا علي طول وعرض البحر الأحمر؟وماذا عن الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها في جيبوتي سابقا،والتي منحت إثيوبيا إمتيازات بحرية من خلال إستخدام المرافق الموجودة في موانئ جيبوتي؟وهل عجز آبي عن دفع التكاليف،وبالتالي يريد أن يستعمل الموانئ مجانا،دون أن يدفع مليما واحد؟وفي خضم هذه الصراعات الخطيرة يقحم آبي العفر!وهل يفعل ذلك لصالحهم،أم لصالحه هو؟وهل يفكر آبي في مصلحة العفر،أكثر من العفريين،ليثير من جديد قضية المثلث العفر والبحر الأحمر؟وماذا عن إتفاقية الصداقة والتعاون بين إرتريا وإثيوبيا التي تم التوقيع عليه في يوم 1993؟ولماذا ذهب الإتفاق في مهب الريح بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين توترا عنيفا أدي الي الحرب وقطع العلاقات بين الجارتين؟هل المشكلة في إثيوبيا،أم في إرتريا؟ولماذا تثير إثيوبيا قضايا العفر أثناء النزاعات؟وهل يريد آبي أن يجعل من العفر وقودا في الصراعات التي يشعلها بين حين وآخر؟وما هي مصلحة العفر في مثل هذه النزاعات الخطيرة؟وما هو رأي العفر في ذلك؟وهل إستشارهم آبي في شأن البحر الأحمر؟ولماذا يصدق العفر كل التصريحات التي يدلي بها آبي المتقلب مثل الجو الإسكندنافي؟وهل في إقليم العفر مراكز إستراتيجية متخصصة تدرس مثل هذه النزاعات،وذلك قبل أن تندلع المشاكل والحروب مثلا؟ولماذا نهاجم المعسكر الذي يختلف مع معسكر آبي في إقليم العفر؟ولماذا نهاجم المفكر والديبلوماسي السابق يوسف ياسين في التواصل الإجتماعي مثلا؟والذين يهاجمون الرجل،يهاجمونه إنطلاقا من علاقتهم مع آبي،أم لديهم فكر آخر يختلف عن فكر آبي بهذا الخصوص؟وهذا المعسكر لا يجيد غير المديح لحزب آبي،يرفضون رفضا قاطعا الإستماع الي من يخالفهم في الرأي،وأغلبيتهم كان مع معسكر ميلس زيناوي الذي تنازل عن البحر الأحمر لإرتريا بعد الإستقلال!وهل تريد إثيوبيا أن تستعيد الزوجة المطلقة بالقوة مثلا؟وأخيرا أقول:أن الديبلوماسي السابق والمفكر العفري يوسف ياسين مختلف عن أولئك الذين تجدهم في المعسكرين:المعادي لآبي،والمؤيد له.قد تكون له علاقة مع المعارضة الإثيوبية،وهذا لا يعني أن الرجل ضد القضايا العفرية ومصالحها الإستراتيجية في القرن الأفريقي.والرجل كما أعرفه أنا،إبن بيئته المؤيد لحقوق العفر سواء كانوا في إثيوبيا أو في جيبوتي أو في إرتريا.ودائما يعبر عن تطلعات وآمال شعبه التي ينتمي اليها. وهذه حسنة إذا كان البعض يتجاوز حدوده في النقد اللاعقلاني.
شاهد أيضاً
” قطراتٌ ليست من دماء “
يَتَصَنَّعُون العِفَّةَ و هم كاذبون .. لَنْ أقتنع بنزاهةِ مَنْ يعرضون مفاتنهم الخُلقية فوقَ …