ودعت القارة الإفريقية الإستعمار بكل فخر وإعتزاز بعد نضال طويل،لكن حظها في الإستقلال لم يكن علي كد حلم القارة وشعوبها.والإستعمار دائما يترك الحكم بيد الأقلية كما فعل في معظم الدول الأفريقية،والأقلية تستبد وتظلم وتقهر الأغلبية،وينتهكون الأعراض ويستحلون دماء الأبرياء.والديكتاتورية كأسلوب الحكم يأخذ شكلا شموليا يفرض رأيه وتصوراته علي المجتمع ويعلمهم الطاعة والخضوع والذل والمهانة.ومن ثم يتم تحويلهم الي قطيع من البقر لإعادة تنظيمهم وتكييفهم علي الطاعة،كما يقول جورج أوريل في “مزرعة الحيوان”وهذا ما يؤدي في النهاية الي سقوط الأنظمة بعد الخراب والدمار والفساد،كما يحصل بين حين وآخر في القارة السمراء.وينطبق علي القادة الأفارقة المثل العامي الذي يقول:قارئين علي شيخ واحد.والمرحوم حسن غوليد أبتيدون هو الذي ترك السلطة بيد غيلي!وكأنه هو الأفضل من بين السياسيين الجيبوتيين!وكأنه لم يري بديلا لشخصه وقبيلته!وهناك إعلاميين يلمعون صورته ونظامه،مثل مجلة جين أفريك التي تعتبر أسوأ مجلة في العالم،وبمجرد تصفحك لهذه المجلة تدرك أنها مضلة ومضحكة وسخيفة جدا،ليس لها هدف غير تزوير الحقائق وتلميع أنظمة إستبدادية تقمع الشعوب في القارة السمراء!وينطبق هذا المثل أيضا علي بعض الإعلاميين العرب:قارئين علي شيخ واحد.وبدل أن يلعب هؤلاء دور الإعلام الحر،ها هم يلعبون دور المرتزقة يقبضون الدولار،ثم يصفقون للطغاة،وفي بعد الأحيان يدافعون عن الأنظمة في المنابر الإعلامية حتي النفس الأخيرة!إعلام بدون إستقامة وأخلاق يعتبر أسوأ عن الأنظمة الديكتاتورية في حد ذاته.
شاهد أيضاً
فما الذي يدفع المواطن الجيبوتي الي الجرائم؟
العنف الذي نرآه الآن في جمهورية جيبوتي ضد الإثيوبيين،لا يليق في حق المجتمع الجيبوتي الذي …