المؤسسة التعليمية في إقليم العفر في إثيوبيا في حالة شبه بدائية،تفتقر الي نظام إداري فني يحافظ علي جودة التعليم فيها،والتعليم في المجتمعات البدائية دائما يعتمد علي العادات والتقاليد وأساليب الحياة الموروثة من الحياة البدوية.والكائنات العضوية تتطور تدريجيا حسب نظرية دروين اللاإرادي.وفي هذه الطريقة يقف الكبار موقف القدوة التي يحتذي فيها صغار السن.والمجتمع العفري أقرب الي البوذية في تعليم الأبناء ويهدف التعليم عند البوذيين الي تنمية المثل الخلقية والدينية،مثل الزهد في الدين.والتعليم في عموم إثيوبيا لم يعد تعليما ذو جودة،وهذا ما جاء بذكره رئيس الجامعة في إقليم العفر الدكتور محمد عثمان درسا قائلا:أن الطالب الذي يحمل درجة علمية في الهندسة لا يستطيع أن يكتب كلمة مهندس بطريقة صحيحة!إذن لا فرق بينه وبين تلميذ في المرحلة الإبتدائية!وتمنح الشهادات العليا لكل طالب!ما دام مواظبا علي الحضور!وعند إنهيار نظام هيلي سيلاسي إنهار التعليم مثل بقية المؤسسات في الدولة،والثورة التي حلت محل نظام الدرك في إثيوبيا هي من جلب الفساد في إثيوبيا،فساد أخلاقي سياسي تعليمي إداري قبلي.الأمر الذي إنعكس بشكل كبير علي المجال التربوي.”بينما نظام هيلي سيلاسي استهل حكمه بمحاولة تطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من نشر للتعليم وتحسين للوسائل الصحية”وهذا لا يعني أن نظام هيلي سيلاسي كان نظاما مثاليا في كل شيئ،لكنه كان الأفضل في جودة التعليم والمناهج الدراسية المقررة والمناهج العلمية.وجودة الأطر الإدارية التعليمية داخل المؤسسة التعليمية الإثيوبية كان راقيا في عصره،ونوعية التدريس أيضا كانت مختلفة.وخريج المدارس الثانوية في زمن هيلي سلاسي صاروا موظفين كبار لشركات عملاقة في كل من جيبوتي واليمن والسعودية.وجودة التعليم في المؤسسات التعليمية تقاس بمدي إشباعها حاجات الطلبة والمجتمع. يقول إبن خلدون في المقدمة :فلما إمتلأ الحضري في الصنائع وملكاتها وحسن تعليمها ظن كل من قصر عن تلك الملكات أنها لكمال في عقله وأن نفوس أهل البدو من هو في أعلي رتبة من الفهم والكمال في عقله وفطرته وإنما الذي ظهر علي أهل الحضر من ذلك فهو رونق الصنائع والتعليم فإن لهما آثارا ترجع الي النفس).لكن هل يمكن أن نحصل علي تعليم راقي ذو جودة،ان لم تكن لدينا قيادة تقدر المؤسسة التعليمية والقائمين عليها،بعيدا عن التربية البوذية التي تقدس الفرد القبلي؟يجب أن تكون ميزانية وزارة التعليم مثل وزارة الدفاع أو غيرها من الوزارت التي يتلاعب بها كبار القادة في الإقليم،الذي يموت نصف شعبه عطشا،بينما يموت النصف الآخر منه بالملاريا والفيضانات والحروب.وهل للتعليم مستقبل في اقليم العفر الذي يحكم شعبه بعقلية ديكتاتورية ترفض المشاركة،ولو كانت في الرأي؟وفي الختام اشكر رئيس الجامعة الذي أتاح لنا فرصة للتجوال في حرم الجامعة وفي فروعها المتعددة.وأقدم له كل الشكر والتقدير بإسم-diaspora.
شاهد أيضاً
” قطراتٌ ليست من دماء “
يَتَصَنَّعُون العِفَّةَ و هم كاذبون .. لَنْ أقتنع بنزاهةِ مَنْ يعرضون مفاتنهم الخُلقية فوقَ …