يعتبر إختراق الهواتف الذكية والتنصت عليها من أخطر المشكلات التي تواجهها حكومة جيبوتي هذه الأيام!والتنصت علي المكالمات قد يؤدي بشكل أو بآخر في إنهيار منظومة الأمن الداخلي والخارجي للدولة في آن واحد.ومتي ما فقدت الأخلاق يقدم الإنسان الي أعمال غير سوية، وغير أخلاقية.والإنسان عادة لا يكتسب الأخلاق في كبره،وإنما يكتسبها وهو صغير،إن كانت حسنة أو سيئة.والأخلاق بمثابة القواعد والمبادئ التي تعمل علي تنظيم سلوك الفرد،والفرد المسؤول في جهاز الدولة مثلا يجب أن يكون قدوة حسنة تسير علي دربه الدولة،وإذا حصل العكس تجده مكروه لدي المجتمع،كما أن صاحبه يضر بنفسه وبالمجتمع الذي يعيش فيه.والمشكلة التي تمر به حكومة جيبوتي في جوهرها مشكلة أخلاقية،ولم يعد المسؤول في الدولة يقدس هيبة الدول والأخلاق،إنما يفكر في ترهيب المجتمع ونشر الرذيلة في كل مكان.وأندثر الكثير من القيم الأصيلة بسبب كثرة مسؤولين أوغاد لا يحترمون أحد،تدهورت السلوكيات الي حد أن مدير الشرطة بات ينصت الي مكالمات الرئيس!وهكذا فقدت القوانين حرمتها،وهكذا أيضا يتصرف المسؤول في جهاز الأمن بكل وقاحة!وهكذا فقد النظام القضائي قدرته علي ردع أمثال عبدالله عبدي وغيره من الخارجين علي القانون،كما فقد هيبة علي إقامة العدل بين المجتمع،وأصبحت العدالة في بلدنا كسيحة بسبب تدخلات رجال العسكر في كل صغيرة وكبيرة.وهذا ما أدي الي إنتشار الجريمة والرشوة والظلم والتنصت والقتل والإعتقالات التعسفية،ظاهرة مخيفة ومقلقة ومقرفة خلقتها الفوضي السياسية،نتيجة ضياع القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية الصارمة التي يمكن أن تعيد البلد الي الطريق المستقيم. وهذه التجاوزات الأخيرة لمدير الشرطة أدت الي إعتقاله بعد فضيحة التنصت علي مكالمة رئيس الجمهورية،وأكد بعض المسؤولين المقربين من المدير أن عملية التنصت علي الرئيس تم بالإتفاق مع بعض كبار الشخصيات في الدولة،والآن تم إيقاف بعضهما عقب تحقيق داخلي أجري بتكليف من الرئاسة في الأسبوع الماضي.لكن من هي الجهة التي كلفت مدير الشرطة بالتنصت علي أعلي مسؤول في الدولة؟وما هي أسباب هذا التنصت والإنفلات السياسي والأخلاقي الذي تعيشه جمهورية جيبوتي في زمن غيلي وثلته؟
شاهد أيضاً
أوقفوا «هولوكوست غزَّة”
ما هو الفرق بين هتلر ونتنياهو؟هذا قاتل في ظل دول تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان.وكذلك المنظمات …