من أين لنا هذا النوع من المثقفين؟

ما هو دور المثقف في دخل مجتمعه وبيئته؟وأين هو موقف المثقف الجيبوتي عن القضايا الكبري،سياسية،ثقافية،إجتماعية، نضالية مثلا؟وما هو مفهوم المثقف عند الجيبوتيين؟وهل المثقف هو من حصل علي شهادة جامعية؟أم المثقف هو الأكثر وعيا وفاعلية وأداء وتضحية في سبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟والمثقف عند الأغلبية الجيبوتية-هو الذي يعرف مصلحته الشخصية،ويحافظ عليها،كما يحافظ علي الصلوات الخمسة،أو أكثر من ذلك إذا إستدعي الأمر.والمحافظة علي النظام،وطاعة ولي الأمر في المقدمة عند المثقفيين الجيبوتيين عامة!وأما في الغرب مفهوم آخر “للمثقف”مثل الوعي وسعة الأفق والتفكير السليم الذي يعطي الأولوية للمجتمع ومصالح العامة،بغض النظر عن منصبه ومكانته الإجتماعية والتعليمية.وهكذا أصبح دور المثقف عندنا كدور الحارس الذي وكلت اليه حراسة القصر وما فيه!وفي المقابل أمن صاحب القصر الوظيفة والمال لهذا الصنف المحسوب علي “المثقفين”ولولاهم لما مكث صاحب القصر في القصر طويلا في منطقة هراموس..إذن لا يصح أن نطلق عليهم صفة المثقفين،لأنهم لم يشعروا بالمسؤولية تجاه النهوض والكفاح والنضال والمساواة والعدالة الإجتماعية،فليس مثقفا من لا يقوم بدور المثقف في بيئته ومجتمعه ويقدم لها الحلول في الساعات الحرجة،كالحالة التي تمر فيها جيبوتي اليوم.وإنغماس الأميين في السياسة أدي الي إبعاد الفئة المثقفة عن السياسة،لأن المثقف عادة لا يستجيب لما يستجيب له الشخص الأمي الذي لا يعرف القراءة والكتابة.وهكذا حل الأمي محل المثقف ويدير شؤون الوطن والعباد!وهكذا ملأ الجاهل الفراغ الذي تركه الإنسان المثقف،وهكذا يمارس السياسة كل من لديه قريب في الحزب الحاكم،وهكذا يمارس السياسة كل من لديه إبن عم في الحكومة أو في دوائر القرار!فطبقة المثقفين والكتاب والمفكريين مبعثرة ومفككة بين الداخل والخارج،فرق منفصلة ومتنازعة!وذلك لأسباب قبلية وحزبية صنعها النظام الذي يعتمد علي سياسة-فرق تسد.إذن ما هي الدروس التي نستخلصها اليوم عن تغيب دور المثقفين وتقسيمهم بين العفر وعيسي والصومال والعرب في جيبوتي؟والنظام القبلي الذي يحكم البلاد طوال 44 عاما قضي علي المؤسسات التربوية بإعتبارها من أهم المؤسسات الإجتماعية التي تتأثر بحركة المجتمع.ونجح النظام بتجنيد المؤسسة التعليمية وكوادرها لتكوين مجتمع قبلي حزبي عشائري لا يساهم في ترسيخ شخصية الإنسان الجيبوتي،وحل المعضلة الكبيرة التي تتمثل في هجرة العقول الجيبوتية الي الخارج من أمثال الدكتور علي كوبا والروائي الجيبوتي الكبير وابري الذي يدرس في أحد الجامعات الأمريكية العريقة.وحتي نستطيع أن نعرف من هو المثقف الحقيقي،ومن هو المثقف الزائف،فالنقرأ عن المثقفين الكبار من أمثال أميل زولا صاحب رواية “بطن فرنسا”وأناتول فرنس صاحب رواية “الآلهة عطشي”وذلك لنتعرف علي المثقفيين عن قرب.والمثقف الحقيقي دائما يعبر عن هموم مجتمعه،بينما الآخر يدور حول السلطة والثروة لإشباع رغباته،كما تدور الضباع حول فريستها،بعيدا عن الإستبداد الذي يمارسه الحاكم في الوطن.وفي هذا المقال لسنا بسدد عقد مقارنة بين المثقفين،بقدر ما نحن بصدد مراجعة او مناقشة لحال المثقفين في الداخل والخارج،وذلك لتسليط الضوء علي أشباه المثقفين المجنديين لخدمة من بيدهم السلطة.وهل المجتمع الجيبوتي بحاجة الي هذا النوع من المثقفين،أم أنه يبحث عن مثقف آخر يتبني قضية المهمشين وسجناء الرأي في السجون السرية؟نعم الإنسان الجيبوتي بحاجة ماسة لدعم مثقفين يعبرون عن آلامهم وأحلامهم وآمالهم كمواطنيين جيبوتيين بغض النظر عن إنتماءتهم القلبية والحزبيية.يا تري من أين لنا هذا النوع من المثقفين الذين يحملون رسالة الإنسانية والعدالة،كالتي حملها إبراهيم وموسي وعيسي ونوح عليهما أفضل الصلاة السلام؟

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” قطراتٌ ليست من دماء “

  يَتَصَنَّعُون العِفَّةَ و هم كاذبون .. لَنْ أقتنع بنزاهةِ مَنْ يعرضون مفاتنهم الخُلقية فوقَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.