عامل حسابك لغد قادم.

كل شيئ يمر في الحياة،بسرعة!كما تمر السحابة في عنان السماء!يمر العمر سريعا ومع العمر تذهب الصحة،وتقل القوة،وتفقد الوظيفة!وشيئا فشيئا تنضم الي قافلة المتقاعدين وتقترب عن النهاية،وعندما تتقاعد تتعرف أكثر علي ما قدمته في الحياة،من خير وشر.إن كنت متواضعا طيبا خلوقا مع خلق الله،يذكرك الناس بالخير،وتلقي لديهم ما قدمته من عمل صالح،وإن كنت متكبرا شريرا،مع خلق الله،ينزل عليك خلق الله باللعنات.الكل يقول في السر:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.عامل حسابك لغد قادم.عامل حسابك قبل أن يطلع عليك النهار،وقبل أن تأخذ صحيفة أعمالك شمالك،لسوادها وقبحها،والعياذ بالله..الأخطاء الكبيرة في زمن الشباب والسلطة والجاه تحاصر الإنسان في آخر أيامه،حينها يدرك الإنسان كم كان قاسيا وظالما لأهله ومستبدا لعباد الله.وقد يستخدم أحدنا القوة مع أقرب المقربين منه،لدوافع أنانية إنتقامية تفتقد الي الرحمة والحكمة والعقلانية.وهكذا يتصرف الإنسان عندما يتصور أن السلطة تعطيه الحق في إذاء خلق الله في دنيا الوظيفة والثروة والسلطة.يمنع هذا عن العمل،ويحرم ذاك عن وثيقة السفر!وهكذا تفكر عقلية المسؤول الضعيف المعقدة والحاقدة،والحياة بالنسبة له كلها مكاسب وإنتقام وثأر،ولا يعمل الحساب لأي شيئ،لا الصداقة تهمه،ولا القرابة تعنية.لكن لا تقاس حياة الإنسان بما حصل عليه من وظائف وثروة وجاه،بل تقاس بما قدمه من الخدمات للناس.ومهما كان حب الإنسان لأخيه،لا يستطيع أن يجعل منه مثاليا،إذا كانت أقواله تخالف تصرفاته.وفي هذا الصدد حصلت لي تجارب مؤلمة مع رجل ديبلوماسي كبير،ونفس الرجل آتاني زاحفا بلسانه وهو وزير كبير ليصتادني كما تصتاد السمكة قبل شهور.وكل ما دار بيني وبينه موجود ومكتوب،وهو يعرف نفسه جيدا.قد ينسي المسيئ إساءته للناس،لكن الجرح يبقي،مؤلما بالنسبة لصاحبه.لا تترك الشيطان يداعب عقلك يا وزير،حتي لا تأخذنا معك الي جحيم الآخرة.وللحديث بقية،وفي الذاكرة مرارة.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

القبيلة…في بؤرة الصراع.

  طوال الوقت الذي عشته في جيبوتي لم أري سياسيا عفريا يفضل قبيلته علي بقية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.