كتب الأديب والشاعر اليمني رئيس مركز الدراسات والبحوث، الدكتور / عبدالعزيز المقالح ،. مقالاً مختصراًعن دول القارة السمراء (أفريقيا ) ، أوجز فيه كلاماً مهماً عن أفريقيا المترامية الأطراف ،.. وأفتتح الدكتور المقالح مقاله الذي كتبه على جدار صفحته الرسمية فيس بوك ، بهذا التسائل ،ماذا نعرف عن أفريقيا؟
نص المقال : ماذا نعرف عن أفريقيا؟
سؤال تأخر كثيراً عن هذه القارة المترامية الأطراف والتي تعد امتداداً جغرافيا واقتصادياً لأقطارنا العربية القريب منها والبعيد. ورغم الدور الذي تلعبه الجغرافيا في هذا المجال فإننا نكاد نجهل الشيء الكثير عن هذا الامتداد الجغرافي والاقتصادي، فلا نعرف الكثير مما تعانيه الأقطار الأفريقية من مشكلات سياسية واقتصادية، وما عانته وتعانيه من آثار الاحتلالات الأجنبية التي لم تخرج منها – إن كانت قد خرجت– وما تركته الأيدي الاستعمارية من تخريب في العلاقات الأخوية ومن تمزيق أفقدها وحدتها التاريخية وجعلها جزراً مفرقة تائهة وذلك بعض ما يصنعه الاستعمار وما تفعله أدواته العابثة.
إن معرفتنا بمشكلات هذه القارة يساعدنا حتماً على التعرف على مشكلاتنا أولاً ثم يمنحنا قدرة على الولوج إلى عالم هذا الامتداد الجغرافي، وإقامه أفضل العلاقات معه لمصحلتنا ولمصلحته أيضاً. وأتذكر أنه في مرحلة من مراحل النشاط العربي كانت العلاقة مع بعض الأقطار الأفريقية وطيدة وانفتحت السفارات هنا وهناك ثم عادت الأمور على ما كانت بعد أن تعرضت الأقطار العربية للمشكلات الداخلية، وظهر نوعٌ من عدم الانسجام الذي فتح الطريق للعدو الصهيوني لكي يتسلل ويقيم علاقاته الشريرة مع هذا القطر الأفريقي أو ذاك.
إننا نهمل كثيراً من الحقائق ونترك الأمور تسير في غير صالحنا، ولن يكون من الصعب أن نعيد تلك العلاقات إلى ما كانت عليه ونستعيد التواصل الحميم، ولن يتم هذا إلا إذا نجحنا في تحسين أوضاعنا، وقراءة المشهد السياسي الراهن كما ينبغي أن تكون القراءة، فالحياة تتحرك والقوى المعادية والمنافسة تعمل-ليل نهار- على البحث عن مواقع لمصالحها. ولا أشك أنها قد نجحت كثيراً وحققت الكثير مما تريد في هذا المجال، ورغم ذلك فعلينا أن لا نيأس ولا نتردد، فالعلاقة التاريخية بين العرب وأفريقيا تجعل من السهل تحقيق التقارب المطلوب، ويمكن البدء من الآن والاعتماد على الثقة المتبادلة بين بعض الأقطار العربية في شمال أفريقيا وما تملكه من قدرات على إيجاد تلك العلاقات. ولنا في الامتداد الجغرافي للسودان ومصر ما يجعل الطريق سالكاً ويسيراً، والمهم في الأمر – كما سبقت الإشارة- أن نبدأ ونؤمن بأن ما نتوخّاه ممكنٌ