انور ابراهيم (كاتب إثيوبي )
اديس اببا -اثيوبيا
انها اجمل الزهرات التي ان لم ابالغ فانها لاتوجد الا في اثيوبيا ومرتفعاتها ،بلونها الاصفر الناصع الجميل ،اصبحت اهم رمز من رموز اعياد بلادي الدينية والثقافية ،وفي اواخر كل عام تظهر بصور كبيرة في الاودية والمرتفعات في الهضبة الاثيوبية ،وعند بدايات شهر مسكرم (اول شهر في التقويم الاثيوبي يواكب منصف شهر سبتمبر من كل عام)،شهر الجمال والطبيعة والاحتفالات ،تنتشر بصور جميلة في كل المواقع ،عقب هطول أمطار غزيرة ومع نهاية موسم الأمطار تنتشر تلك الزهرة في كل المواقع البرية من جبال ومرتفعات واودية ،وتنمو بصورة غزيرة تكاد تكسو كل المناطق ،حتي يتغير اللون للاصفر ،وهي أكثر أنواع الزهور التي يتفائل بها الإثيوبيين بعد موسم خريف عامر بالخيرات والحصاد تجد هذه الزهرة تنمو في كل الحقول والمرتفعات والأودية وهي ترحب بقدوم العام الإثيوبي الجديد ،وكما هو معروف أن لاثيوبيا تقويم خاص بها يختلف عن التقويم الميلاد في عدد شهوره ومسميات شهوره ،ويتأخر عن الميلادي بفارق سبعة لثمانية سنوات ، وعدد الشهور فيه 13 شهر كل شهر به 30 يوما ماعدا الشهر الأخير به من خمسة الي ستة أيام ،وهي تسمي أيام شروق الشمس ،وهو شهر مميز لدي الإثيوبيين ولايتم حسابه في المرتبات أو الأجور ، ويستعد الإثيوبيين الأن لاستقبال العام الإثيوبي 2012 .
ومن منا لم يكتب عن تلك الزهرة ،فنانينا تغنوا لها وشعرائنا كتبوا عنها ،ووصفت كل الجميلات بشكلها وجمالها ،الهمت الفنان التشكيلي الاثيوبي افورقي تكلي لتكون اجمل لوحاته ،والتي حازت علي الجوائز المتعددة ،والتي تعتبر لوحة “ادي اببا” من اجمل اللوحات الجدارية، التي تزيين كل الفنادق والمواقع السياحية في البلاد ،بالاضافة لكبري قاعات الأمم المتحدة .
ظلت زهرة “ادي اببا “الصفراء الجميلة ،من اجمل الرموز في بلادي ،باتت تعرف بانها اثيوبية المنشأ،ونحن علي اعتاب الاحتفال برأس السنة الاثيوبية الحالية2011 ،واستقبال السنة الاثيوبية الجديدة 2012ستكون الزهرة حضورا في كل المواقع .
يحملها كبارنا وصغارنا وهم يهنئون بعضهم البعض في تلك المناسبات ،وتجد كلمة (انقوطاطاش )من الكلمات التي تكثر وسط المهنئين ،وكلمة ( انكوان ادرساتشو ) ويتفائل الجميع عند بداية ظهور تلك الزهرة ،بموسم جيد للحصاد ،وعام جميل وخير وفير وحياة سعيدة ،وهاهي بدأت تنتشر هذه الايام في مختلف المواقع والحدائق والمزارع وعلي حافة الطرقات والمرتفعات والأودية ،وعندما تراها صباحا وتشتم رائحتها مع شمس الصباح ،التي تحاول ان تنتشر بقوة من بين الضباب ،تمتلئ سعادة وحيوية،حتي النحل تجده سعيدا لظهورها ،ليصنع منها عسلا لامثيل له ، من رحيق تلك الزهرة الناعم .
ظلت لفترأت طويلة من أهم الرموزالتي تعرف بها إثيوبيا ،وخاصة في ظل الأحتفالات بالعام الإثيوبي الجديد ،ولها واقع خاص لدي الشعراء والفنانين ،ويتم تجميل كل الملابس وواجهات المحال التجارية ، أستعداد للاحتفالا برأس السنة ،ويقدمها الصغار خلال أيام الأحتفال في كل الطرقات لكل المارة مهنئينا لهم بقدوم العام السعيد ،وكذلك يقوم المزارعين بحمل حزم منها الي البيت ،ليتم عرضها أمام أدوات القهوة خلال تواجد الزهرة في الحقول علي مدار شهر كاملا ،لكي تجمل المشهد الذي يكون امام ادوات القهوة بالأضافة لنبتة “القاطيما “وهي نبتة خضراء ملساء مثل الأعشاب ، يطرحها الإثيوبيين أمام ادوات القهوة تفائلا بالخضرة ،وظلت الزهرة الصفراء رمزا في طوابع البريد وفي بعض الكتب واللوحات ،وعكست أهمية العام الجديد في الثقافات الإثيوبية المتعددة،وبدات كافة المحال التجارية تشكل لوحات مختلفة من مجمسات لهذ الزهرة عبر الواجهات المختلفة .
كل عام وإثيوبيا في تقدم وأزدهار وتنمية وسلام