بقلم /عمر ابراهيم محمد نيا
الباحث في التخطيط الاستراتيجي القومي
- للأخ الرئيس الحاج محمد أول ايداحس رئيس الحزب العفري القومي الديمقراطي، رئيس مجلس الوزراء للحكومة إقليم العفر،القائد العام لشرطة الإقليم، القائد الاعلى للقوات الخاصة (LEYU HAYLE).
- السيد السفير حسن عبد القادر نائب الرئيس للشؤون التنظيمية.
- الإخوة والأخوات السادة اعضاء اللجنة المركزية للحزب.
- الإخوة والأخوات السادة كوادر وعضوية الحزب العفري القومي الديمقراطي.
- جماهير الشعب العفري العظيم.
إن الشعب العفري فى كل تاريخه القديم والحاضر ظل منافحا عن استقلال قراره السياسي فوق ارضه ولم يدخر شيئا بدفع ارتال من الشهداء والجرح رغم سياسة الأطماع الاستعمارية القائمة على استهداف النسيج الاجتماعي بسياسة فرق تسد، ظل المجتمع العفري متمسكا بتقاليده وعاداته الراسخة، إلا أن القوى الاستعمارية رسخت مفهوم التقسيم والتمزيق للجسد الواحد ليسهل لها تنفيذ سياساتها العدوانية بخلق كنتونات جديدة فرضت على الشعوب المضطهدة، و التي قامت على أساس الشعور بالتهميش وعدم التجانس بين بعضها البعض وغيرها الكثير التى تُمكن الدول الاستعمارية من تعزيز حضورها بالتدخل المباشر وغير المباشر فى شؤون هذه الدول.
وظل المجتمع العفري يواجه هذه المؤامرات مع شركائه فى الوطن بمسؤولية وحكمة تنبع من حرص الشعب العفري على اعطاء الأولوية لإستقرار المنطقة، ومما يدلل على هذا التوجه الاستراتيجي هو انخراط العفر فى ثورة الكفاح السلمي والمسلح في ارتريا بقيادة الشهيد عبدالقادر كبيري والشهيد قمحد ادريس و فقيد الأمة احمد ديني مهندس الاستقلال بجبيوتي وفى اثيوبيا ظل السلطان على مرح حنفري رحمه الله إلى جانب السلطات الرمزية والروحية للعفر، إلا أنه ايضا ظل الأب الروحي لثورة شعوب اثيوبيا ضد نظام الكهنوتي الامبراطوري والنظام الدرق الاستبدادي، حتى تم تحقيق النصرعلى القوى التسلطية الغاشمة، ودخول ابطال جيش التحرير مدينة ايسعيتا التاريخية، إيذانا بمرحلة جديدة وبمستجدات صاحبت اعتماد سياسة المشاركة السياسية فى السلطة والثروة بنظام سياسي قائم على الفيدرالية الإثنية وصاحب ذلك النظام الجديد إعتراف بحق الشعب الارتري فى تقرير مصيره، فى ظل هذه التعقيدات الجيبوبلوتيكية تعاملت القيادة العفرية بقيادة السلطان على مرح حنفري رحمه الله بحكمة ونظرة ثاقبة وبصيرة في التعاطي الإيجابي على الدفع بإدارة المرحلة الانتقالية المتمثلة في حكومة محلية وجمعية تاسيسية للإشراف على مرحلة اعداد الدستور التى تم اجازته بالتفويض المباشر من الشعوب الاثيوبية، و من ثم اقرار الفيدرالية الإثنية التى تم على ضوئها منح الاقاليم حق إختيار ممثليها في البرلمانات او المجالس الثلاث الإقليمي و الاتحادي والشيوخ .
و على ضوء هذه المعطيات تم تشكيل الائتلاف الحاكم ( و الذي يتشكل من خمس احزاب عفرية ) الحزب العفري القومي الديمقراطي الذي قاد المجتمع العفري فى مرحلة استثنائية شهدت العديد من البرامج التنموية التى أمتدت الى ربوع الإقليم ولا احد يستطيع أن ينكر المشاريع التنموية والتعليمية والصحية إلا أنها قد لا تكون على قدر الطموح والتطلعات التى ينشدها المجتمع العفري.
وفى كل الأحوال فترة الحكم التى تقارب ثلاث عقود تحسب بكل ايجابياتها وسلبياتها من رصيد الحزب الحاكم وهو المسؤول الأول المباشر للحفاظ على المكتسبات القومية بالتقييم والتقويم لتعزيز الايجابيات وتفادى السلبيات القاتلة التي صاحبت المرحلة السابقة .
العهد الجديد في اثيوبيا:
وأثر مظاهرات في اقليمي ارومو و امهرا أفرزت عن ظهور قيادة جديدة تمثلت في فخامة رئيس الوزراء أبي أحمد والذي قام بإصلاحات سياسية واقتصادية وغيرها التى طالت الإئتلاف الحاكم في المركز رغم أن المعطيات والمؤشرات ولغة الارقام تشهد للنمو المتسارع والاستقرار السياسي التى صاحبت هذه المرحلة فى ادارة البلاد ، إلا أن الاصلاحات التى قام بها رئيس الوزراء تشير إلى ميلاد مرحلة العهد السياسي الجديد لإثيوبيا، سواء فيما تشهده البلاد بالمصالحة الداخلية أو السياسة الخارجية في تصفير مشاكلها الخارجية مع دول الجوار والاقليم ، وانعكس على الشأن الإقليمى بعودة السلطان حنفري بن السلطان علي مرح برفقة عدد من القيادات السياسية العفرية المعارضة ، وكما اوضح السلطان لضرورة وحدة الصف والاستعداد بما أسماه تحديات استحقاق المرحلة التى تستوجب اصطفاف الجميع وتوحيد الكلمة، مطالباً الجميع افراداً ومجتمعا الاستفادة من تجارب المراحل السابقة، مؤكدا فى الوقت نفسه 2020 هو فرس الرهان للشعب العفري ليختار ممثليه، هذا التفاعل الايجابي المحلي والوطني والاقليمي على ترانيم سمفونية السلام والاصلاح القائم تضاعف المسؤولية الملقاة على الحزب الحاكم العفري للتقييم والتقويم لتعزيز قيادته للمجتمع العفري نحو افاق التنمية والاستقرار ،لأن الحزب العفري القومي الديمقراطي هو الكيان السياسي الذي يمكنه القيام بحكم التجربة الطويلة في الحكم.
و ادعو إلى الوقوف إلى جانب الحزب أفرادا ونخب ومثقفين و هي مسؤولية قومية ووطنية بغض النظر عن بعض الملاحظات هنا وهناك وكلها يمكننا القيام بمعالجتها على طول درب المسيرة الخالدة لتحقيق أهداف استراتيجية التنموية ، وايضا عودة القوى السياسية العفرية المعارضة فى ظل الاصلاحات السياسية سوف يعتبر رصيد اضافي لتوعية الجماهير نحو المساهمة الفعالة في البناء و التعمير،لأن الوعي الجماهيري هو سر تقدم المجتمعات الاخرى وهي مسؤلية مشتركة للقوى السياسية والمدنية ، وقد يكون هناك وجهة نظر نحترمها هي أن تكون القوى السياسية المعارضة هي البديل للحزب الحاكم (نتيجة يأس من بعض ممارسات الحزب الحاكم) أي كان اختلافنا واتفاقنا مع هذا الرأي إلا أن المنطق السياسي في عدم امتلاك التجربة السياسية في الحكم يصعب عليهم المسؤولية فى قيادة البلاد ، فى حين اذا تم سياسة التمرحل فى استيعاب القوى السياسية في حكومة ائتلافية ومشاركة برلمانية بالهياكل المختلفة لنصل الى مرحلة نضج سياسي بضمانات مجتمعية بالوعي المجتمعي ليختار المواطن العفري عبر اليات الصناديق ممثليه عبر القناعة المباشرة للبرنامج، والمثل العفري يقول لغصن فى الشجرة لا تلقى العصا التي في اليد.
اكرر الدعوة مرة اخرى لقيادة الحزب واللجنة المركزية وعضوية الحزب المنتشرة فى صفوف المجتمع العفري التي وقفت مع الحزب الحاكم في اصعب اللحظات اقول لهم جميعا أن مظاهرات الشباب التى اتسمت بروح المسؤولية وإن حاول البعض اخراجها عن مسارها لتحقيق مآرب شخصيةإلا انها يحسب للشباب دورهم الكبير في انماء الوعي الجماهيري لتعزيز مشاركة المجتمع العفري فى التنمية وهو نفس الهدف الذي يقوم عليه الحزب بتنفيذها بالأليات المعنية، وعليه الحراك الشبابي السلمي اضافة حقيقية يجب استوعابه واحتضانه فى اطار روح الوفاق القومي والاستفادة من طاقة الشباب في تسريع خطى التنمية والاستقرار.
إن هناك الملايين من ابناء المجتمع العفري ينظروا للحراك السياسي فى داخل اروقة المجلس المركزي وذهاب الحزب لمؤتمر استثنائي من أهم معالمه الوقوف على تقييم المرحلة السابقة وتبنى خارطة الطريق للمرحلة المقبلة واختيار القيادة الرشيدة لتنفيذ تلك البرامج على ارض الواقع ليلامس تطلعات الشعب العفري فى التنمية والاستقرار.
و هنا ايضا ندعو كافة ابناء العفر في مواقع التواصل الاجتماعي التعامل بمسوؤلية و حكمة في التعاطي مع احداث الاقليم بما يعزز من وحدة النسيج الاجتماعي و يؤكد تماسك مجتمعنا في مجابهة التحديات و الابتعاد عن التصرفات الغير المسؤولة في التحريض و الاساءات و التشويه لصورة الاقليم في ذهن القارئ المغيب عن الكثير مما يجري داخل الاقليم.
كما أكرر مناشدتي للاخوة قادة الحراك السلمي أننا جميعا حكومة و احزابا موالية و معارضة مع التغيير الذي أصبح ضرورة حتمية لا مفر منه و كل المطالب و الاصلاحات التي و الاشعارات التي تم رفعها فهي بدرجة معقولة منسجمة مع تطلعات الشعب العفري و لكن التغيير لا يتم بتغير الاشخاص من هنا و هناك انما التغيير تغير برنامج يبدأ من الفرد و ينتهي بالمجتمع لتشكيل رأي مجتمعي واعي يواجه بها تحديات المرحلة و متطلباتها ويحافظ على ديموتها واستمراريته ، إن التغيير المنشود هو التغيير الذي يحافظ على المكتسبات و يعزز من فرص العدالة الاجتماعية و عليه اكرر مناشدتي لشباب الحراك السلمي التوقف عن المظاهرات و التعبير عن الاصلاحات و المطالب بالآليات الاخرى لأنها الأسلم و الأضمن لسلامتهم و لسلامة النسيج الاجتماعي و هيبة المؤسسات.
اناشد قيادة الحزب العفري القومي الديمقراطي بتشكيل الية للحوار القومي العفري نحو خلق بيئة مناخية مناسبة لاستحقاق 2020، و تفعيل دور الحزب فى المجتمع العفري، والعمل على تعزيز حضور الدور الرقابي لبرلمان الإقليم على الجهاز التنفيذي وايضا إتاحة النسبية الفئوية للشباب والمرأة فى الهياكل التنفيذية والتشريعية المختلفة، و ايمانا بدور الاعلام وتوظيفه فى تحقيق أهداف المصفوفة التنموية التسريع فى تمليك الإقليم لقناة خاصة به ، و كذلك لتسريع مشاركة العادلة لكل افراد المجتمع العفري في البناء والتعمير وضع سياسات وتشريعات تعزز من سلطة و حيادية الخدمة المدنية من المحسوبية و غيرها ، ومع الاستفادة من تجارب الاخرين ايجاد اليات تعزيز حضور المغتربين فى البرامج التنموية، ومن المهم ايضا بما اننا مجتمع يتمتع بسلطتين احداها تقليدية يمثلها السلاطين والأعيان والاخرى سلطة تنفيذية حديثة لها اليات تستمد منها شرعيتها ادعوا الى وضع نظام يكفل للسلطتين أن تعملا جنبا الى جنب لتحقيق تطلعات الشعب العفري فى التنمية والاستقرار.
وفى الأخير اناشد الاخ الرئيس وكافة عضوية الحزب وخلفهم المجتمع العفري بتحمل المسؤوليات تجاه مصير مستقبل الامة العفرية وهذا المؤتمر سيكون له اثر على مسيرة النضال السياسي العفري .
نسأل الله التوفيق والنجاح
معا للشراكة السياسية المسؤولة
معا لتعزيز و نماء الوعي الجماهيري