فهل حركة الشباب قادرة علي زعزعة الأمن في الصومال؟

أعتقد أن ما جري في الصومال سابقا من قتل وتشريد أمام سمع وبصر العالم أجمع وعلي مدي ثلاثون عاما يكفي،لنتعلم من أخطاء سياد بري وأمراء الحرب الذين جاءوا من بعده.لكن ها هي الحرب تعود من جديد الي العاصمة الصومالية بعد ان هدأت نسبيا في الشهور الماضية.وفي صبيحة هذا اليوم شهدت العاصمة الصومالية إنفجارات عنيفة راح ضحيتها نحو 189 قتيلا وجرح 200 شخص.ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير،الا أن أصابع إتهام الحكومة تشير الي حركة ”الشباب” التي غالبا ما تتبني مثل هذه التفجيرات” حسب ما ذكرته المصادر الصومالية من الداخل..وشخصيا فوجئت بهذا الحدث المرعب في مقديشوا بعد فترة من الأمن والإستقرار في ظل حكومة منتخبة..والحدث الإنتخابي الآخير في الصومال جعلني أعتقد بأن الرئيس الجديد سيتجه الي الأعماق والجذور لإيجاد جيل جديد يقتلع الخلافات،ويعيد الشعب الي قيمه الثابتة،ومقدساته التاريخية في الصومال الواحد أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة..ويقول الكاتب الكبير فؤاد مطر في صدد الخلافات الصومالية -الصومالية:أحدث الوارثين في دنيا الحكم والسلطة شاب في الخامسة والثلاثين من العمر وجد نفسه فجأة وسط ظروف مثيرة للدهشة..الوارث هو حسين عيديد نجل الجنرال محمد فارح عيديد الذي كان أحد قلائل في العالم شغلوا الإدارة الأمريكية وكل أجهزة الأمنية المتصلة بها مثل وكالة المخابرات المركزية التي وضعت عملاءها في القارة الأفريقية في ما يشبه حالة التأهب أو الإستنفار للإيقاع بالجنرال الصومالي الذي أهان رجاله الحفاة هيبة الدولة الأعظم في العالم،وتسليمه الي الأمم المتحدة حيا أو ميتا،تماما علي نحو أفلام رعاة البقر وما تحاك حولها من أساطير”وإذا كان الجنرال محمد فارح عيديد حال بين الصومال والسلام في التسعينات،فهل حركة الشباب قادرة علي زعزعة الأمن في الصومال ثانية؟رحل ديكتاتور الصومال سيادي بري وترك خلفه مجموعة ديكتاتوريات تفتك بالوطن من هنا وهناك،وبقيت المحنة عالقة في الصومال لتقضي علي آمال الصوماليين في تأسيس دولة حديثة.ولا بد من معالجة عناصر الشباب وذلك ليس بنزاع أسلحتها فحسب،وإنما بإعادة تأهيلها لتكون جزاء فعالا لتشكيل جيش نظامي يقدم مصالح الدولة علي مصالح الأفراد..تلك هي الضمانة لبقاء الصومال في الخريطة الدولية.

إبراهيم علي

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

القبيلة…في بؤرة الصراع.

  طوال الوقت الذي عشته في جيبوتي لم أري سياسيا عفريا يفضل قبيلته علي بقية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.