يقول موزارت : الموسيقي ميزان” ومن خلالها تستطيع البشرية أن تميز بين الصح والخطأ،ولا أعلم ما كان يقصد موزارت ”بالميزان”.لكن الميزان عادة يحدد من هو علي الحق،ومن هو علي الصواب.والفنان المتميز هو الفنان الذي يقدم فنا متميزا هادفا للجمهور،كما هو، دون أن يدخل فيه أي تعديلات أو ميكياج لتحريف رسالة الفن عن مساره الفني.والموسيقي تعبر عما لا يمكنك قوله،ولا تستطيع السكوت عنه.والفن القائم علي الدعاية كما هو حال الفن في جيبوتي يكون هدفا للتغرير والخدعة.وفي الساحة الجيبوتية فنانيين موهوبين يمتلكن موهبة فنية سواء كان ذلك في الغناء أو في التمثيل وغيره.لكن الفن في حد ذاته في سجن كبير،هناك دائرة مرسومة للفنان،والخروج منه غير مسموح به أبدا.وفي معرض حديثي عن الفن سأتحدث هنا عن الفنانة الخجولة فاطمة منصور صاحبة صوت مميز وفريد وناعم تمتزج فيه القوة بالمرح.إقتحمت هذه الفنانة عالم الغناء في بداية الثمانينات بعد مشاركتها ببروفات فنية هدفها تنقية الأصوات الجميلة،والفنانة العفرية الأصيلة نجحت لتثبت جدارتها في عالم الفن رغم صغر سنها،وحبها للفن هو الذي ميزها عن غيرها كصوت جديد مميز يحمل دقة المعاني.وحظيت أغانيها بإنتشار واسع وإهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية المحدودة في المثلث العفري.وعندما أتت الفنانة العفرية صاحبة الصوت الجميل الي عالم الفن كنت شابا يافعا يعشق الفن،فأعجبت بها أيما إعجاب وأصبحت من المولعين بفنها وصوتها العفري الذي لا أصبو الا إليه.يقول الكاتب المسرحي الكبير ويليام شكسبير عن الفن : إحترس من هذا الرجل،أنه لا يحب الموسيقي،أي لا تثق في من لا يحب الموسيقي فقد يؤذيك”.ونتوجه للفنانيين الجيبوتيين وحدهم ونتساءل:من هو هذا الشخص الذي لا يحب الموسيقي؟وفي الختام أختم كلمتي بهذا الدعاء الذي أخص بها الفنانة فاطمة منصور:اللهم يا مسهل الشديد،وملين الحديد،ويا منجز الوعيد ويا من توكل كل يوم في أمر جديد .. أخرج فنانتنا من حلق الضيق والمرض الي أوسع الطريق.اللهم ألبسها ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل يا أرحم الرحمين.
إبراهيم علي