معادن الناس تكشفها المواقف!

*ليس كل من يفكر يعتبر مفكرا،وليس كل من يحمل القلم يعتبر كاتبا،ومترجما لأحاسيس الناس،ومعاناتهم،وليس كل من ينتمي الي الوطن يعتبر،وطنيا،وصادقا مع نفسه ووطنه وشعبه،وليس كل من آتي من خارج الوطن وأستقر به يعتبر شيطانا وخائنا للوطن،وناكرا للمعروف.وليس كل من ولد في الوطن يعتبر ملاكا،وخادما لوطنه وأمته.وليس كل السياسيين فاهمين،ماذا تعني السياسة؟وما الذي ينتظر منهم الشعب؟ولا أري المشكلة في أن يحكم جيبوتي شخص ولد في إثيوبيا أو في الصومال،بل المشكلة في الإنسان الذي لا يعرف الوفاء،بل المشكلة في الإنسان الذي يسيئ الي الوطن الذي إحتضنه وهو صغير.بل المشكلة في الإنسان الذي يسيئ الي”الوطن”الذي أعطاه أكثر مما يستحق.نعم المشكلة بشخص الرئيس الذي أساء الي الوطن الذي إحتضنه ورفعه الي عنان السماء،بل المشكلة بالرئيس وثلته المقربين منه.وسيذكر أبناء جيبوتي كيف عاملهم نظام جيبوتي الذي فضل عائلة الرئيس علي بقية كل العوائل في بلاد العفر وعيسي.وسيذكر التاريخ كيف قتل الرئيس أبناء العفر في حي أرحبا،وسيذكر التاريخ كيف ذبح الحاكم مواطنيين العفر في محافظة داي،وكيف هجر شعب أبوك عن مدينتهم وأحرق فيها الفتيات سيذكر التاريخ كيف نفذ الرئيس مجزرة بلدوغوا ضد شعبه وأهله،وسيذكر التاريخ كيف أحرق الحاكم مواطنيين العفر في وادي الضباع!!والكل في الوجع سواء.جيبوتي محزنة،لأنها مجروحة إنسانيا ووطنيا.إذن المسؤولية الكبري تقع علي المسؤولين الكبار-وزراء ومدراء وعلماء وقضاة وصحافيين وضباط وبرلمانيين وسفراء.لماذا أقول ذلك؟لأنهم لم يعبروا يوما عن الغضب،لأنهم لم يفكروا يوما بآلام الشعب المقهور والمظلوم.وليس كل من يتظاهر بحب الوطن صادقا.لكن هل يجوز أن نلقي اللوم علي الحاكم فقط،لنبرئ ساحة غيره من المسؤولين؟الحاكم الفاسد لا يمكن أن يستمر بالحكم في بيئة صالحة،لأنها ستقاومه وسترفض حكمه الفاسد،وبكل مكر وخديعة ودهاء لجئ الرئيس الي إفساد المجتمع الجيبوتي،علمهم كيف يسرقون،وكيف يقتلون وكيف يظلمون،ولا يبالون!علمهم كل ما هو غير أخلاقي،علمهم كل ما هو غير إنساني،علمهم كل ما هو مخالف للشرع والدين والأخلاق..”وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا”وسيادة الرئيس لم يجد في المجتمع الجيبوتي
من يقول له:لا يا سيدي،أنت غلطان يا سيدي.ولحد الآن لم يعثر المواطن الجيبوتي علي هذا الصنف من المسؤولين!وكم هو قليل أمثال هذ الفتاة التي عبرت عن غضب الشارع الجيبوتي،وكم هو ضئل مثل هذه الإنسانة التي عبرت عن مأساة جيبوتي،بإنسانها وتاريخها وأخلاقها،وكم هو قليل مثل هذه الفتاة التي عبرت عن غضب المواطن العيساوي والعفري وغيرهم.وكم من السيدات العفر يقلدن هذه الفتاة ويخرجن علينا غاضبات لتسجيل مواقفهمن السياسية والوطنية؟شخصيا ممتن لهذه الفتاة ومواقفها الشجاعة،وهي في طليعة الفتيات المناضلات الجيبوتيات،شخصيا أشكرها بمواقفها ووطنيتها السياسية الرافضة للواقع السياسي الظالم والمستبد.يقول الروائي الكبير الراحل نجيب محفوظ:يصعب معرفة ما تخفي الأنفس لكن معادن الناس تكشفها المواقف!.شكرا علي هذه المواقف النبيلة يا أستاذة- Shak Dore.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.