الإستقلال أسوأ من الإستعمار.

*منذ رحيل الإستعمار الفرنسي من بلاد العفر وعيسي، يتعرض الإنسان العفري خاصة،لحوادث الإغتيالات السياسية.وفيما يلي نعرض أهم الإغتيالات التي جرت في خلال ثلاثون عاما الماضية،خاصة في مناطق العفر.فإن العفر ليسوا العرقية الوحيدة التي عانت من حكم مماسان.
فهناك عرب،وهناك عيسي،وهناك غدابورسي التي تعرضوا لمحو الهوية.وبدأ نظام مماسان القتل من إغتيال Sergent- Omar Mohamed في رندا عام1979وفي نفس العام قام النظام بقتل-Abdoulkader Hanfare Hassan،كما تمت تصفية Abdoulkade Daoud-عام 1979.وبرغم هذه الإغتيالات الفظيعة،فإن المواطن العفري لم يرضخ لإرهاب الدولة،بل ما زال يخوض المقاومة لإستعادة الحقوق الوطنية المشروعة.والعرب في جيبوتي مثل العفر عانوا طويلا،من الإضطهاد،كما لا ننسي إغتصاب الدولة لممتلكاتهم،وهذا ظلم وإنتقاص وتعالي علي العرب.ولعب العرب دورا كبيرا في بناء الدولة وإقتصاد البلد،وأيضا كانوا جزء من الحركات التحررية في الوطن.لكن في النهاية تراجعت مكانة العرب إقتصاديا وثقافيا وسياسيا وإجتماعيا في جيبوتي،ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد،بل يتم طرد أي مواطن عربي يبدي معارضته للنظام نحو اليمن الشقيق،علي أساس أنهم من أصول يمنية!وفي غرب البلاد يسعي النظام الي ترويع المواطن العفري وقتله،كما قتلت بالأمس الشاب عبدالقادر أوبكر حمد،وقتلت قبله السيد فارح حنفري في سجن جبود.ولم يكن الوضع أفضل في مدينة علي صبيح التي تقطنه الأغلبية العيسية،إن لم تشهد القدر ذاته من العنف.وبعد الثورة الإحتجاجية التي قامت بها جبهة فرود،بدأ النظام من الإنتقام من العفر في الأرياف،ومستوي الحياة الإقتصادية للعفر في مدينة دخل وما حولها متدن جدا،الكثير منهم يعاني من الفقر،من تعشي منهم،لا يمكن أن يحلم بالفطور،وهذا الوضع الإقتصادي والسياسي سيؤدي حتما الي سقوط نظام غيلي الذي يعد الأيام والساعات،لذا يجب علي الرئيس وثلته إستيعاب المشكلة،وبعدها السياسي،وبالتالي يجب البحث عن الحلول بطرق سلمية بعيدا عن العقاب الجماعي التي تنتهجه الدوله منذ 45 عاما.ويبقي السؤال علي النحو التالي:أين الدولة؟ولماذا تصر علي قتل شباب العفر في محافظة دخل؟وما الهدف من القتل والتجويع؟ولماذا تعامل الدولة الإنسان العفري كلاجئ قدم من كوكب آخر؟!وفي مدينة “دخل” يعاني السكان الأصليين من التهميش وتزوير التاريخ خاصة في منطقة قوبعد.الا يعتبر كل مسؤول عفري مسؤلا،عن المأساة التي يتعرض له العفر في جمهورية جيبوتي؟الا يعتبر البرلمان الجيبوتي الذي أقر قانونا يجيز مطاردة العفر وقتلهم مسؤولا عن الإضطهاد الذي يتعرض له العفر؟من يتحمل المسؤولية،مسؤولية ما يجري في غرب البلاد؟وأخيرا أعادت حادثة مقتل المواطن،عبدالقادر أوبكر علي يد قوات الشرطة،قضية العفر الي الواجهة بشدة.أين الدولة؟وأين المسؤولين العفر،وزراء وبرلمانيين وغيرهم؟الا يعنيهم قتل العفر في جيبوتي مثلا؟
*لنعد قليلا الي الوراء،الي ما بعد 1977،لنعرف مدي قسوة نظام مماسان علي الشعب.وأثناء إندلاع الثورة في التسعينات،كان رد الفعل الحكومي عنيفا في حي أرحبا التي سقط فيها 59 شخص.وهناك مجازر كثيرة وكان آخرها في بلدوغو ووادي الضباع قبل سنتين.ولجأ النظام الي حرق الجثث لإخفاء معالم الجريمة،كما فعل عام 1995 مع جثة القاضي الفرنسي في منطقة داي الجبلية..ستظل هذه المجازر التي اقترفها النظام ضد شعبنا في طول البلاد وعرضه محفورة في الذاكرة الوطنية،كونها من أبشع الجرائم الانسانية التي نفذها النظام بعد رحيل الإستعمار الفرنسي.أحيانا يكون الإستقلال أسوأ من الإستعمار.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.