الطاغية مهمته أن يجعلك فقيرا،وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائبا.

ماذا لو ولدت هنا في إسكندنافيا،في عالم لا تري فيه المهرولين الي دور العباد كما هو الحال في عالمنا الإسلامي؟عندها ما كنت أصلي ولا أصوم،عندها ما كنت أفكر كثيرا في الموت وما بعده من الحساب والعقاب،عندها ما كنت أفكر كثيرا في الجنة والنار.لو طرحنا هذا السؤال علي القراء مثلا،فماذا سيكون ردهم؟لماذا لا نري أثر العبادة علي القلوب المتدينة التي تؤمن في يوم الحساب؟وما معني أن تصلي وتمارس النفاق والظلم والتطبيل في آن واحد؟!إن الإنسان المسلم الذي يحرص علي أداء فريضة الصلاة،لا يمكن أن يرضي عن الظلم والإستبداد والقتل،والداعية الملتزم بدين الله لا يمكن أن يوظف آيات الله لأغراض سياسية دنيوية حقيرة،بل يوظف علمه في الدفاع عن الحق والمظلومين المهمشين كما كان يفعل الإمام علي كرم الله وجهه..لكن أين هو دور الإنسان المسلم في داخل مجتمع تعاني فيه الأغلبية من ظلم الأقلية؟وفي نفس الوقت لا نخجل من نقد رجل مسلم مقصر في العبادات،كالصلاة والصوم والحج،وفي نفس الوقت لا نستحي من نقد الغرب الذي نطلق عليه صفة الكفر والإلحاد.كان علي الدعاة أن يتخذوا أحد خيارين:الدين الذي يحرم الظلم وقتل الناس الأبرياء،أو الإنضمام الي الفريق الذي جنده الطاغية لخدمة أجندته السياسية والقبلية،وذلك حرصا علي مصالحه الدنيوية.الظلم الذي يقع علي المواطن الغلبان في الأحياء الفقيرة،لم يعد يثير غضب الشيوخ المعممين الذين يتحدثون دائما عن عذاب القبر.وماذا عن ظلم القادة يا دعاة السلاطين؟وكيف لا تتحدثون في خطبكم المملة عن تجاوز أجهزة النظام التي تحرق المواطنيين في منازلهم؟وكيف لا تلاحقكم الحوادث المأساوية،لتنغص عليكم الحياة؟ ومع كل هذا لا تخجلون عن الوقوف أمام الناس لتقولوا:قال الله،وقال الرسول!وماذ عن موت البشر وحرقهم وإغتيالهم وظلمهم يا دعاة الطاغية؟!وفي الختام أقول:كما قال ماركس-الطاغية مهمته أن يجعلك فقيرا،وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائبا.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.