في المقابل كم قبض الصحافي العربي من المال؟

*مرة أخري نعود الي كتاب الرئيس إسماعيل عمر غيلي،وفي هذه المرة نتناول أكثر شخصية عفرية يثني عليها غيلي في كتابه،ليس كرئيس الوزراء،وإنما كجندي نفذ أوامر الحزب طوال 22 عام!ومن خلال كتابه كشف الرئيس عيوب شخصه وثلته،ونظامه الذي ما زال يتمسك بشخصيات واطئة ضعيفة،لا يهمها الدفاع عن الوطن ومصالح المجتمع الجيبوتي،بقدر ما يهمه الدفاع عن الحزب!وأنا هنا لا أريد أن القي اللوم بشخص معين،بقدر ما أسعي الي نشر غسيل نظام القبيلة الذي وضع قبيلته في المقدمة،كما وضع شخصياتها في أعلي مناصب الدولة.نظام مقرف الي حد الإنفصام.وأنا هنا أناقش سياسات غيلي الذي يرآها هو (الأفضل) بالنسبة للجيبوتيين!وفيها يمارس الغطرسة السياسية،ولا يسمح لأحد التعرض لها،ولو كان ذلك من باب المناقشة!وهذا الحزب الحاكم طوال 45 عام يكتب تاريخ الوطن،وتاريخ قيادته،كما يشاء،وكأنهم رموز الدولة!!!وهكذا يستفز كتاب غيلي مشاعر القراء!وهل إستفزاز أكبر من أحداث رندا مثلا؟وهل يوجد إستفزاز أكبر من إستفزاز أصحاب القضية ومطاردتهم في داخل إثيوبيا للقضاء عليهم وعلي قضيتهم!هل يوجد استفزاز أكبر من اغتصاب أراضينا ونساءنا وتشريد عائلاتنا وبيع وطننا في المزاد العلن للصين وإخواتها؟لو كان غيلي ومن سبقه يحترمون العفر لما أهانو القيادة العفرية-أحمد ديني أحمد وعبدالله كامل الذي عرض عليهم (الصلح)مع من يطلق عليهم غيلي صفة (Urru)!وهل سيادته يعرف مصالح العفر أكثر من العفر مثلا؟ومهما قال غيلي،فهو أسوأ قائد عرفته جيبوتي بعد رحيل الإستعمار.وكذلك هو أسوأ من الزعيم الوطني علي عارف برهان الذي يسخر منه في كتابه،سيبقي غيلي مستعمرنا الجديد،وهو الذي عاش في الأرض فسادا،وفقر العباد،وطرد العرب والعجم عن الوطن الذي كان الكل فيه معززا مكرما.وشخصيا لا أتوقع أن يكون كتاب غيلي أفضل حظا من كتاب (الأخضر) لمعمر القذافي الذي أحرق بعد سقوط باب العزيزية.إسماعيل عمر الذي ينظر الي نفسه كملاك،هو نفسه الذي نفذ مجزرة أرحبا وبلبلاء وبلدوغو وداي التي يقشعر لها البدن.ولا أدري لماذا لم يخصص غيلي بعض الصفحات لعرض تاريخه الإجرامي؟فما الذي ينتظره الجيبوتيين من نظام غيلي الذي يعاقب الطيار البريئ في سجن جبوت،وذلك لأسباب تافهة؟ولماذا ينظر غيلي الي القيادات الوطنية المحترمة بإزدراء وإستخفاف وإحتقار؟!تعتبر دولة جيبوتي من اول الدول التي عليها أكوام من الديون!ونسبة الفقر والأمية فيها مرتفعة!وزد علي ذلك الرشوة والفساد الإداري والأخلاقي!ومع ذلك لا يذكر هذه السلبيات في صفحات كتابه،وينظر الي نفسه كبطل ومحرر!!!ولولا بركت غرت لما نجح الرئيس حسن غوليد في إستدراج أوجري كفلي،وبه تم القضاء علي الجبهة فرود،ومنه نتج تقسيم الجبهة وتضعيفها سياسيا وميدانيا،وهكذا ضاعت الحقوق العفرية،وذلك ما يعتبره غيلي نصرا عظيم.ولهذا السبب نفسه يقول لنا غيلي أن شخصية بركت أفضل من شخصية ديني وعبدالله كامل!ولولاه لما تحققت أحلام غيلي وحسن غوليد.وفي الكتاب يلعب غيلي دور المتخصص النفسي الجريئ علي تحليل نفسية القيادة الوطنية المعارضة لنظامه.وفي الكتاب أيضا يرجح غيلي كفة بركت غورد!وفي الكتاب معلومات دقيقة وخطيرة تبعث علي القلق من ناحية،وتقدم من ناحية دليلا واضحا أن نظام غيلي خطط للقضاء علي العفر،بيد العفر!.وأما بركت الذي ضخم شخصيته ينتمي الي تيار الحزب الحاكم،ولذا يحظي الرجل بثقة الرئيس إسماعيل عمر دون غيره من السياسيين الجيبوتيين!ولم يترك غيلي مثلبة الا والصقها بقيادة ( M.P.L)وشخص المرحوم أحمد ديني،رغم تاريخه الدموي الأسود.وفي المقابل،كم قبض الصحافي العربي من المال؟!!!وبسهولة قام بتزور تاريخ الأرض والإنسان،وربطه بشخص الرئيس!ولا أدري كيف سمح لنفسه سي وزاني أن يمر مرور الكرام أمام جرائم النظام دون أن يتطرق المؤلف للحقائق التاريخية!وماذا عن الفظاعات التي إرتكبها غيلي يا سي وزاني؟!

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.