هل يريد جناح الدولة إعادة السلطة التقليدية الي بيت(الطاعة)؟

يعيش الإنسان في كوكب صغير،يشبه النهر أو البحر الذي تعصف فيه الرياح،وبفعل الرياح القوية تتصارع الأمواج شمالا وجنوبا،وهذا ما يزرع في نفس الإنسان المزيد من الخوف،لأنه يفكر فيما ستصل اليه الأمور بعد العاصفة.ومن وراء هذا الكلام أريد أن أصف حالة المواطن العفر في جمهورية جيبوتي عامة،وتاجوراء خاصة،التي يتحدث فيها الجميع عمن يكون سلطان العفر،وعمن يصبح وزيرا!!!عندما نتحدث عن”السلطان” نتحدث عن مصير العفر قاطبة ومستقبلهم السياسي والإجتماعي في جمهورية جيبوتي.وعندما نتحدث عن السلطان،لا نتحدث عن شخصه،ولا عن قبيلته،بل نتحدث عن فكره وقراءته المستقبلية،وارائه،وطموحاته،وأهدافه وخططه التنموية والتعليمية والسياسية.وهنا نقصد التنمية التي يكون هدفها ومحورها الإنسان والأرض والتاريخ والعادات.ودور السلطان في حياة العفر مهم للغاية،وهو الذي يعمل ويخطط لتطوير العلاقات العفرية،إن كان ذلك محليا أو إقليميا.وهو الذي يتحمل مسؤولية تحسين وتطوير العلاقات بين الأفراد والجماعات.إذن الحديث عن السلطان لا يخص كل من هب ودب،لذا يجب أن يكون هناك متخصصين ومجلس أعيان تديره جهات مستقلة،غير حكومية،وبدعم من الكوادر المثقفة التي إختاره مجلس الأعيان.يجب أن يكون السلطان صوت الشعب،ورمزا من رموز تاريخها.ويجب أن يكون السلطان قادرا للدفاع عن حقوق أمته في حالة الحرب والسلم.ومتي ما أدي السلطان دوره كسلطان،يحترم الناس قراراته.كما يحترم شخصه كسلطان وكزعيم،ومتي ما عجز السلطان عن القيام بهذا الدور فقد مكانته الإجتماعية محليا وإقليميا.قد يكون هذا الكلام غير مفهوم لغير العفر،وقد يعسر عليه فهم محتوي الحديث،لأن الحديث هنا يدور في فلك العفر وعاداتهم وتقاليدهم،ومن الطبيعي أن يجد قارئ غير عفري مشقة في فهم الموضوع.وإذا حاولت الدولة مثلا التدخل في شأن العفر،ستجني عليه،وبالتالي ستكون سببا في إشعال الحريق بين جناحي الصراع.وهذا شأن تاجورء أولا وعفري ثانيا،وأفضل حل هو ترك جناحي الصراع يتفاعلان ويتناقشان في أجواء عفرية،ومن تلقاء أنفسهم،بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تجهل القوانين والعادات.والفريق الذي يدعمه النظام لا يمكنه أن يفرض نفسه علي الفريق الآخر بعنجهية.وفي نظري المتواضع يجب أن يكون السلطان من أختاره السلطان الراحل،ومن إختاره السلطان يجب أن يكون علي كد مسؤوليته،يجب أن تكون لغته قريبة من لغة المجتمع،ويجب أن تكون همومه هموم الشعب،وفي نفس الوقت يجب ان يكون السلطان قادرا علي مخاطبة طموحات أمته.لكن هل يريد جناح الدولة إعادة السلطة التقليدية القديمة الي بيت (الطاعة)كي يحرم العفر عن حقوقهم،ودفء الترابط الإجتماعي؟وفي الختام أقول يجب أن يكون السلطان رمز العفر المقاوم للظلم والإستبداد.ولا ندري لماذا يريد النظام تضخيم الشخص الذي صنعه هو في الساعات الآخيرة؟وما هي مصلحة العفر في ذلك؟وفي الواقع يتدخل النظام في شأن العفر في كل مرة تعجز فيها السلطة التقليدية عن التعبير عن مشاكل الناس والمجتمع في جمهورية جيبوتي؟!ومن الذي سيختار السلطان للعفر في تاجوراء،العفر،أم الغوغائين؟

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.