بطل القضية فهد ياسين، والضحية إكران تهليل.

دور المخابرات في العالم الثالث مقتصر بمطاردة رجال المعارضة،سواء كانوا في الداخل أو في الخارج.وليس لدينا رجل أمن بمعني الكلمة في دول القرن الإفريقي.ويعتبر رجل الأمن مهندس الغدر بالآخرين،بحجة الدفاع عن الأمن القومي،ودور المخابرات في إفريقيا ينتهي بنهاية من بيدهم السلطة،لو كانو خدما للوطن كما يقولون،لما إرتبط مسيرهم بشخص أو بحزب..ورجال المخابرات لا يتوقفون ابدا عن الإدعاء بأنهم في خدمة الوطن،بالعكس هم في خدمة الحاكم الذي يتبع لجهات خارجية تدفع فواتير وزارة الداخلية.إذن المخابرات عندنا مصنوعة لخنق المواطن وتعذيبه وإغتياله بطرق شيطانية،ويدرجون بعض الاسماء في قائمة الممنوعين من السفر!والبعض الآخر منهم يتابع رجال الدعوة،لتقييم نوعية خطب الجمعة.والبعض الآخر منهم يمارس الإرهاب بإسم مكافحة الإرهاب!وهكذا يصطادون مواطنيين أبرياء ويتهمونهم بتصدير السلاح والمتفجرات بشكل غير قانوني.ورجل المخابرات يتضخم ليصبح القوة الرئيسية في الوطن.ومتي ما سيطر رجال الأمن في مقاليد السلطة ينتشر الفساد والقتل والإغتيالات السياسية في داخل المجتمعات.تقول وكالة المخابرات الأمريكية إن( الإصلاح الديمقراطي في المنطقة العربية متعذر أو علي الأقل سيكون “خارج السياق” ما لم يتطرق أولا الي مسألتي إصلاح الأجهزة الأمنية وإعادة تصويب توجهاتها كي توازن بين إستقرار النظام وبين أمن المواطن وحرياته.كما من الضروري أولا أيضا التركيز علي طبيعة العلاقات المدنية-العسكرية في البلدان العربية،مع تشديد خاص علي حفز القوات المسلحة علي لعب دور داعم أو مسهل للإصلاحات.وتجربة العراق في عهد الرئيس الراحل صدّام حسين،قد تكون نموذجاً كاملاً لصحة هذه الفرضية..اليمن نموذج آخر،حيث أدى القمع الأمني – العسكري للجنوب والشمال إلى دفع مشروع الوحدة اليمنية إلى شفير الانتحار”.إذن الحديث عن شخصية فهد الإعلامي سابقا،ليس كالحديث عن شخصية فهد المخابراتي الذي إتهم زملاءه في تصفية إكران تهليل،لكنه قد يتفاجأ فهد ياسين لتقييم المجتمع الصومالي لسلوكه المخالف لسلوك شخص متدين يحفظ كتاب الله.وفي الختام أتساءل:فهل من المعقول أن تدخل جهات مسلحة غير معروفة الي مقر المخابرات لتختطف إكران تهليل؟!والغريب في الأمر أن فهد ياسين يعرف كل التفاصيل!والجهة التي إنطلقت اليها السيارة!وهكذا تعود قضية إكران تهليل الي سطح الحياة السياسية بكل قوة،بطل القضية فهد، والضحية إكران تهليل الله يرحمها.وفي النهاية نتمني أن تأخذ العدالة مسارها،ليخرج عنها فهد برىئا وجادا كما يقول.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.