سنصير شعباً حين ننسى ما تقول لنا القبيلة.

أثناء قراءتي لكتاب الفيلسوف د.الآن دونو الكندي انتعشت ذاكرتي لأستعيد ذكرياتي الماضية والمخزونة في “دسك المخ”ومن بين هذه الذكريات رسالة تهديدية تركها لي رئيس أحد الجمعيات العفرية في الغرب عام 2018!!!فبدلا من أن تضطلع هذه الجمعيات أو المنظمات بأدوار إجتماعية ثقافية إنسانية،نراها منشغلة بأمور شخصية ليست لها علاقة بالعمل الإنساني التطوعي.ومثل هذه المنظمات اداة للقمع والإضطهاد،كما تدفع اعضائها الي الإختلافات الجانبية من خلال تبرير تفوق بعض الأفراد علي أفراد آخرين.يجب علينا قبول الآخر وإن إختلفنا معه.بعيدا عن التعصب القبلي والمناطقي الذي يحول بين الإنسان والإبداع.إذن لا بد من معاملة الناس،كل الناس بمساوة، وبلا تفرقة،وعلي ضوء قيم إنسانية أخلاقية تعطي للإنسان حق “القبول والرفض”ويجب علي هذه المنظمات أيضا أن تنظر الي الفرد العفري أنه مجرد إنسان،وبالتالي يجب معاملته علي أنه إنسان بدل أن ننظر اليه ونعامله علي أساس أنه ينتمي الي هذا الفريق أو ذاك الحزب.وفي الكتاب يتحدث الفيلسوف عن سيطرة “التافهين،من خلال غياب الكفاة،والذوق الرفيع،وبروز الرداءة والأذواق المنحطة.”ولا تتطور المنظمات والجمعيات،الا بتطور الإنسان. والفرد عندنا مجرد مطبل ومتلقي سلبي لا يعلم شيئا بما يجري حوله.والمشكلة ليست في المنظمات المدنية والجمعيات الخيرية،بل هي في نوعية المسؤولين الذين يريدون إهانة الإنسان كما يحلو لهم.وفي العالم المتحضر تساعد المنظمات الثقافية والإجتماعية الإنسان علي بناء الإنسان نفسا وروحا وفكرا وثقافة وتعليما،بينما عند العفر تقدم له دروس خصوصية في علوم القبلية والطائفية والعشائرية!وهكذا أصبحت العصبية القبلية عندنا معيار التمايز!وفي الختام أقول:سنصير شعباً حين ننسى ما تقول لنا القبيلة.كما كان يقول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش الله يرحمه.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

أنين المآسي في غزة . واستشعارها في صنعاء.

– الحرب غيرت وجه قطاع غزة إلى دمار شامل.. فأنين الجوع يدمي القلوب في غزة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.