العفر وجبهة tplf …مواجهة حتمية لا تزال في مرحلة البداية:

د.عثمان. حسين
يشترك الشعبان العغر وتجراي بحدود طويلة تمتد من وسط إثيوبيا إلى وسط دولة إريتريا،
وقد مرت العلاقة بين هذين الشعبين منذ القدم مابين فترات الاحتراب والنزاع وفترات السلام وتبادل علاقات حسن الجوار، إلا أنه بعد ظهور جبهة تحرير شعب تجراي(tplf )منذ بداية التسعينات من القرن الميلادي الماضي صارت العلاقة بين الشعبين مرهونة بسياسات هذه الجبهة، التي غلب عليها الخداع، والاحتلال، والاستغلال ضد الشعب العفري على مدى نحو 50 عاما ، وكان ظهور الجبهة الثورية العفرية المعروفة ب ARDUf أو Uguugumo لمواجهة جبهة تجراي، فخاضت ضدها مئات المعارك ، ما أدى إلى خروج جبهة tplf من إقليم العفر مع إبقاء السيطرة السياسيةعليه، وبعد تولي د.أبي أحمد رئاسة الحكومة المركزية في أديس أبابا وفقد tplf السيطرة على مجريات الأمور في عام 2018 ، ثار مئات الآلاف من شباب العفر في جميع مدن الإقليم ضد سياسات التجراويين حتى سقطت الحكومة الموالية لtplf برئاسة (سيوم أول) الذي انتقل إلى مدينة ميكلي ، وتولى رئاسة الحكومة في إقليم العفر (أول عربا) واستمر مع د.أبي أحمد في منهاضة التجراويين… حتى اصطدم المعسكران بنزاع مسلح منذ شهر نوفمبر 2020 ولازالت الحرب مستمرة بين الجانبين حتى اللحظة.
العفر في مواجهة جبهة TPLF ما أسباب المواجهة؟
المواجهة بين العفر وجبهة تحرير شعب تجراي مواجهة حتمية للأسباب التالية:
1.إن جبهة تجراي تنازع العفر في أرضهم؛ فهي جبهة قائمة منذ نشأتها بل هدف نشأتها هو إقامة دولة ( تجراي الكبرى) على أراض تمتد من النهر إلى البحر؛ ورسمت منذ التسعينات خريطة لتلك الدولة الموعودة تبتلع أجزاء من شرق السودان، والنصف الشمالي لإقليمي أمهرا وعفر، وأجزاء من جنوب إريتريا، فالعفر يعتبرون ذلك استهداف وجودهم، ومع أنه على الأرجح لن يتمكن التجراويون من اقتطاع كل تلك الأراضي التي استوعبتها خريطتهم تلك؛ إلا أن أراضي العفر كونها تقع في القلب وغنية بالموارد المعدنية، وتمتاز بجيواستراتيجية مهددة بشكل أكبر ، ولابد من مواجهة خطط ومساعي التجراويين بكل السبل والتضحيات المطلوبة، لاسيما وأنهم مدعومون من القوى الغربية.
2.عمدت جبهة tplf منذ فترة مبكرة من إنشائها على خلق الفتن والتفرقة بين الشعب العفري، وكذلك تكوين خلايا موالية لها من الجهال عديمي التعليم ومحاولة تنصيبهم في مناصب قيادية بهدف إضعاف شعب العفر و التحكم في قراراته ونهب خيرات أرضهم، والتمهيد لمحاولة ضمه إلى دولتهم الموعودة!، ولا زالت الجبهة تمارس هذا التدخل السافر والعدوان السياسي ضد شعب العفر.
3.إن سياسات جبهة tplf تحتوي استهداف الدين الإسلامي، ومهما حاولت إخفاءه؛ فهذا أمر بات جليا، وقد تحدث عن الأمر كثير من الشخصيات العفرية التي سبق أن انضمت إلى tplf وقرروا الخروج منها، كما ظهر منهم ذلك في برامج بناء الكنائس في مختلف المدن والبلدات العفرية إبان وجودهم على رأس الحكومة المركزية، وذلك بالرغم من أن العفر شعب مسلم بنسبة 100% ، كما قاموا بنشر الجماعات التنصيرية التي كان لها وجود ملحوظ في الإقليم في بعض السنوات.
وفوق كل ذلك فإن ماقام به عناصر الجبهة من حرق وتدنيس المصحف الشريف وتدمير المساجد وتلويثها في البلدات الحدودية التي سيطرت عليها مابين يوليو وأكتوبر من العام الحالي، يعتبر دليلا واضحا وكافيا للتأكيد على أن جبهة tplf المدعومة من الدول والمؤسسات الغربية تعادي الإسلام وتعتدي على مقدساته.
المواجهة الحتمية….
تدعي جبهة tplf بأنها تقاتل لفك الحصار عن إقليمها، ومن المعلوم أن أقرب المنافذ إلى مدينة “ميكلي” هي من جهة العفر، كما أن الجبهة لا زالت تعتبر العفر أضعف حلقة يمكن فكها؛ لذا فإن هناك احتمالا كبيرا لأن تخرج جبهة tplf من إقليم أمهرا وتوجه معظم قواتها للهجوم على إحدى المنافذ الحدودية مع شمال إقليم العفر، وقد ذكر عدد من الموالين ل tplf بأن هناك تكتيك جديد للحرب يتم إعداده؛ حيث بدأت الجبهة بسحب قواتها من بعض مدن أمهرا باتجاه الشمال؛ لذلك ينبغي أن يستعد العفريون لمواجهة جبهة تجراي من جديد… يتبع

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Saganto maqne

شاهد أيضاً

اثيوبيا تتخلف عن سداد ديونها وتدخل نفقا مظلما.

أديس أبابا – عجزت دولة إثيوبيا عن سداد ديونها للبنوك العالمية وقد تخلفت الحكومة الاثيوبية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.