العفريون..كيف ينظرون الي الصومال؟

العفريون..كيف ينظرون الي الصومال؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرن الإفريقي الذي يشهد اليوم صراع القبائل في كل من إثيوبيا والصومال وجيبوتي،شهد في العصور السابقة ولادة الأديان،الإسلام والمسيحية،وظلت هذه المنطقة لقرون مركزا لنشر الدين الإسلامي في منطقة القرن الإفريقي.وكان العنصر الصومالي والعفري في المقدمة بقيادة أحمد جرني.وفي كتاب:تحفة الزمان يرصد الكاتب شهاب الدين احمد عبدالقادر بن سالم بن عثمان الجيزاني الشهير “بعرب فقيه”الي حقائق وإثباتات عديدة لدور العفر والصومال في نشر الإسلام في المنطقة..ونشهد اليوم صراعا بشعا مريرا بين العيسي والعفر في إقليم العفر،وهناك جهات تشعل فتيل الحرب عن قصد،وهناك قنوات كثيرة في التواصل الإجتماعي تروج لهذه الحرب،و تقول:أن الصراع بين الصومال والعفر!!! طبعا هذه فتنة كبيرة لا نعلم قصدها،وليس هناك أي صراع بين الصومال والعفر،لا في الأرض ولا في الماء،عقيدتهم إسلامية،كما لا يربط بينهما حدود،لا برا،ولا بحرا.إذن لماذا نريد أن نشعل الحريق بين العفر والصومال؟ولصالح من نفعل ذلك يا عالم؟يعتبر شعب الصومال بالنسبة للعفر إخوة في القرن الإفريقي،وذلك من قديم الزمان كما يعتبرهم العفر أقرب كيان لهم في هذه المنطقة الكبيرة والشاسعة والمهمة في هذا القرن الإفريقي المشتعل،إبتداء من إثيوبيا وإنتهاء بالصومال وجيبوتي.هكذا ينظر الإنسان العفري الي الشعب الصومالي الشقيق والكبير،كنسق متكامل وقريب له.وفي السبعينات وقف نظام سياد بري الي جانب سلطنة أوسا،أثناء سقوط نظام هيلي سيلاسي،ولا ننسي موقف الشعب الصومالي الإيجابي من الثورة الإرترية أثناء نضالها وكفاحها،فإن طبيعة العلاقة بين هذه الشعوب قديمة ومهمة،وفي الحياة السياسية وقف الشعب الصومالي ايضا الي جانب الشعب الجيبوتي أثناء الإستعمار الفرنسي.وأهمية دور الصومال عند العفر ليست وليدة اليوم،لكنها ترجع كما أسلفت الي البدايات الأولي من أيام أحمد جري.والدين الإسلامي هو ما جمع بين العفر والصومال،وهو أهم من كل ما يتحدث عنه دعاة الحرب في التواصل الإجتماعي.وهذا الشعب إقتدي علي دين موسي وعيسي ومحمد،وإقتداءهم بهذا الدين أكبر من الفتن التي يروجها الدجالين في القنوات الوهمية التي يديرها أفراد مدعومين من جهات شريرة لا تهدف الا الي الشر والقتال والغزوات والخراب.إذن لماذا نريد أن نضرب العفر بالصومال؟ومن الذي يشعل هذا الحريق؟ومن المستفيد منه؟هل يستفيد منه رعاة العفر وعيسي؟وما هي علاقة الرعاة بهذا الصراع المرير؟ومن الذي يدفعهم الي جحيم المعارك؟اليس حكومة جيبوتي هي من يخطط ويدفع ثمن السلاح ورواتب الجنود وتسير دفت الحرب هناك؟وقد تجلي ذلك في المعارك التي دارت يوم الأربعاء والخميس وهناك أسري لدول الجوار،وهناك أسلحة متطورة لا يمكن أن يحصل عليها الرعاة،وهناك أصحاب رتب كبيرة في الجيش الجيبوتي!كل هذا ماثل أمامنا،ومع ذلك يقولون أن الحرب بين العفر والصومال!!!إنه كذب وبهتان،ولا أساس له من الصحة.وتدخل نظام جيبوتي بالصراع العفري وعيسي يؤثر سلبا علي العلاقة العفرية-العيسية،كما سيؤثر علي العلاقة الجيبوتية الإثيوبية لاحقا-ديبلوماسيا وإقتصاديا وتجاريا وإجتماعيا،مما يؤثر علي حياة المواطنيين من كلا الجانبين،من جهة العفر ومن جهة العيسي،وهما الشعبان الذي يدفع الثمن غاليا في هذا الصراع. وأما الشعب الصومالي حكومة وشعبا يجب عليهما أن يلعب دور الوسيط مستقبلا لإطفاء نار الفتنة،وذلك لإقامة السلام والإستقرار بين العفر وعيسي في المستقبل القريب.وإذا أستطاع أمراء الحرب إقناع أصحاب القنوات الضالة بأن هذه الحرب بين العفر والصومال،فهل من السهل إقناع الشعب الصومالي ومؤسساته الإعلامية والثقافية والسياسية بأن الحرب فعلا بين الصومال والعفر؟وليس لعفر جيبوتي أي علاقة بهذه الحرب اللعينة،وليس لدكتور آبي فيها سلة،لا من قريب ولا من بعيد،وكذلك بقية الجيبوتيين العفر الذي نقحمهم في هذه القضية بريئون كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام..وفي الختام أختم كلمتي عن هذا الصراع بين الإخوة بحديث ورد في عدد من كتب الحديث عن أبوهريرة،قال:”قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق،ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال:الرجل التافه يتكلم في أمر العامة..”وهناك الف رويبضة في التواصل الإجتماعي،يتكلم في أمر العامة،بلا ضمير!!!دخيلك الهي.

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

هناك أناس سمعوا،أن الوطن غالي فباعوه!

تخيل أن تكون شخصا غير مرغوب فيه،تخيل أن تكون شخصا ينتمي الي مجموعة ضعيفة، فقيرة،منبوذة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.