نصيحة للنظام الجيبوتي.

في الأسابيع الماضية شهدت جمهورية جيبوتي احداث وصدامات دامية ازهقت خلالها أرواح أبرياء من سكان العفر، وبدات العملية بالهجوم علي الاحياء التي يسكنها العفريون  حيث تم احراق مساكنهم  وممتلكاتهم ، علي اثرها قتل الستيني العفري الشيخ عبدالقادر حرقا تحت حطام منزله ووجدت  جثته متحللة مع الحطام ، ثم تدخلت الشرطة التي كان علي عاتقها حماية المواطنين من العصابات الاجرامية   فاذا بالشرطة الجيبوتية تدهس وتقتل الشبان العفريين الذين قاموا للدفاع عن انفسهم وعن احيائهم المحترقة  واتهمت الشرطة من قبل جميع الأطراف بانها تصرفت  من منطلق  انتقامي وليس من منطلق حفظ الامن وسيادة القانون، وفي الأخير العصابات الاجرامية  قتلت اربع اشخاص من العفريين والشرطة قتلت ست اشخاص أيضا من العفريين والمجموع صار قتل ١١ روح بريئة   ،وقتل العفريون واحد من قبيلة عيسي في الاحداث الدامية . الأسئلة التي تطرح نفسها لماذا هذا الاعتداء علي العفر ؟ ولماذا هذا الظلم الشنيع ؟ ومن الذي يغذي هذه الكراهية والحقد والبغض.

الطبقة الحاكمة والنظام السياسي في جيبوتي يتحمل كل وزر الصدامات القبلية والاثنية، لان النظام الجيبوتي لم يقم بادني جهد لترسيخ مبدأ المواطنة القائمة علي العدالة والمساواة، ولم يستطيع إقامة دولة القانون والمؤسسات، التي يشعر الانسان تحت ظلالها بالأمان والسلام، لم يعمل النظام الجيبوتي شيآ للقضاء علي مظاهر التعصب القبلي والعرقي ، ماذا كان ليخسر النظام الجيبوتي ؟؟  لو استثمر طاقته المادية والإعلامية في بناء انسان مسلم مثقف يعتز بدينه وبوطنه ولا ينجر للعصبية القبلية والقومية التي ترجع الانسان الي العصر الجاهلي.

كل العوامل المطلوبة كانت متاحة امام النظام الجيبوتي لصناعة وطن ديمقراطي جيد وتنشئة أجيال تقدس الاخوة الإسلامية والشراكة الوطنية التي تكون عصية في وجه التخلف والتعصب الأعمى. ولكن النظام الجيبوتي لم يكن لديه أي إحساس او شعور تجاه هذه القضايا المهمة التي تساهم في بناء الدول والانسان معا. ولكن اهداف وغايات النظام الجيبوتي تمحورت حول الحفاظ على السلطة من خلال حزب rpp)) وتوظيف أعضاء الحزب بارقي وافضل الوظائف وتوزيع العطايا علي الفنانين والمغنيين الذين يمجدون الريس القايد. وخلقت هذه التصرفات طبقة مترفة غنية بالمال والامتيازات حتى صارت هذه الطبقة حيتان تلتهم معظم خيرات الوطن، وفي المقابل تم اهمال باقي بقية الشعب وتم اهمال اهل القري حتي انتشر الفقر والفساد في كل نواحي الدولة.  صحيح ان جمهورية جيبوتي معرضة لهجرات من ثلاث او اربع دول مجاورة وهي اثيوبيا، ارتريا، والصومال، واليمن. ولكن كان يمكن الاستفادة من هذه القوة البشرية بتخطيط علمي مدروس لبناء دولة جيبوتية قوية، والاستثمار في الانسان يعتبر من أفضل الاستثمارات الناجحة في العصر الحديث. ولكن النظام الجيبوتي ضل سبل التنمية والتطور والازدهار.

لهذه الأسباب نشاء في جيبوتي مجتمع غير متماسك وغير منسجم قابل للاشتعال بحدوث ادني شرارة  بين مكوناته الاثنية ، وهذا ما حصل في الاحداث الأخيرة من حرق وقتل وسحل وضرب في الازقة والشوارع، وكذلك انتشرت المشاحنات والشتائم في التواصل الاجتماعي بين مكونات الشعب الجيبوتي. مما دل علي هشاشة العلاقة الضعيفة التي بناها النظام طيلة ٤٣ سنة الماضية. لذلك كل الدماء التي سالت وكل الأرواح التي زهقت وكل الفشل التي تمر به جيبوتي تقع عاتق النظام الجيبوتي . لقد اهتم أعضاء حزب الحاكم RPP)  ) في بناء القصور في الداخل والخارج ولم يهتموا لبناء الوطن.

 

علي ساغنتوا

 

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Saganto maqne

شاهد أيضاً

اثيوبيا تتخلف عن سداد ديونها وتدخل نفقا مظلما.

أديس أبابا – عجزت دولة إثيوبيا عن سداد ديونها للبنوك العالمية وقد تخلفت الحكومة الاثيوبية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.