وهل يحلم التيغراي بحكم إثيوبيا ثانية؟

*كثيرا ما نسمع عن الحروب في القارة السمراء،وكثيرا ما نري تبريرات سياسية لهذه الحروب العبثية،وهناك آراء متعددة تربط بينها وبين الحرية والديمقراطية.وآرء آخري تؤكد أنها قبلية ومناطقية وثأرية ليس لها هدف معين غير الإنتقام وإحتلال مناطق فيها الماء والثروات المعدنية!
وحرب التيغراي مع العفر وإقتحامهم للتراب العفري لا يبشر بالخير في إثيوبيا.والإنسان العفري كما هو معروف لا يقتحم حدود جيرانه،وهو بحاجة الي الإستقرار والأمن والسلام،وليس من مصلحة التيغراي أيضا فتح جبهة أخري مع الجانب العفر الذي يعتبر جسرا يربط التيجراي بدول الجوار.وطوال 27 سنة كان الإقليم العفر أرض خصبة يمارس فيه قادة التيغراي رزائلهم،ولم تكن تملك عاصمة العفر،ما تمتلكه ميكلي الذي إعتمد قادتها أسلوب النهب والقتل والإحتيال والتدليس الذي مورس بطرق متعددة علي سلوك النهج الإجرامي.وظهرت هناك مشاريع خيالية لا تمت للحقيقة بصلة،وأغلب ضحاياها في المنطقة هم الشعب العفر الذي ظلم وهمش وأستعبد فوق أرضه وإقليمه.وقادة التيغراي كما هو معروف تبني الديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الإنسان “بالورق” كسياسة،لكن عند الممارسة كانوا يتصرفون دائما عكس ذلك.نرفض أن يتعرض الشعب التيغراوي لأية إساءة أو إقصاء،كما نرفض الدعاوي التي تطالب بعودة سياسة وياني الي إثيوبيا.وسقوط نظام ميكلي أعادة بعض المناطق العفرية الي إقليم العفر،وهذا بحد ذاته حقق السعادة للإنسان العفري،كما حقق حرية التنقل من مدينة الي مدينة،ويعتبر هذا كله علي الصعيد النفسي والثقافي والإجتماعي وأيضا المادي تحسنا كبيرا في إقليم العفر…ويقولون العفريون همسا أنهم ضد عودة نظام ميكلي الي الواجهة،وذلك لا يعني أنهم ضد الشعب التيغراوي الذي تعرض في الآوانة الآخيرة الي التهجير والقتل والإغتيالات.لكن هل هناك إمكانية ان تنسحب قوات ميكلي من الأراضي العفرية؟وكيف للعفر ان يثقوا بتصريحات قادة التيغراي التي تزحف جيوشهم نحو إقليم العفر؟وليس كافيا أن تربح ميكلي الحرب،بل عليها أن تربح السلام أيضا مع جيرانها العفر الذين أساءت اليهم قادة التيغراي سابقا،وذلك لتحقق أمنها الداخلي في المنطقة..وهل يحلم التيغراي بحكم إثيوبيا ثانية؟

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Ibarhim Ali

شاهد أيضاً

” كل عامٍ وأنتم أبطال الأمة المنصورين وفرسانها الأحرار “

مئةٌ واثنان وعشرون شهيدًا وستةً وخمسين جريحًا ، يكتبون بدمائهم الزكية وثيقة شرفًا وتضحيةً وفداءً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.