اين الفن والادب في منطقتنا؟

الفنان ذلك الانسان المبدع الذي يستطيع تجسيد و تصوير احداث تقع داخل المجتمع او خارجه  سواء كانت الاحداث  عن معاناة  او ظلم يتعرض له الفرد او المجتمع من جهة معينة  او ربما كان المشهد يعبر  عن حالة  حب او  غرام وعشق. الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع تجسيد هذه المشاهد بصورة   تلفت الانظار  وتجذب الناس للتعاطف مع المشهد المعروض، الفنان  هو المرآة الذي تنعكس عليه قضايا المجتمع بسلبياتها وايجابياتها ،وحتي يقوم الانسان بمقام  الفنان  وجب عليه ان يمتلك في كينونته موهبة جيدة  تمكنه من التفاعل مع الحدث الذي  يريد ان ينقله الي المجتمع ،قد يكون الفنان مغنيا او ممثلا او رساما او مخرجا و غيرها من المجالات التي تعرض ابداعات الانسان ، وفي منطقتنا )القرن الافريقي) يتجسد الفنان اغلب الاوقات بصورة المغني  الذي يحاول طرب مسامع الحضور  ولفت انتباههم  من خلال الاغنية الشعرية واللحن المذهل ، ومن خلالها يتم التطرق لقضايا المجتمع . وهنا تبرز  عدة اسئلة كبيرة حول الفن والفنان في منطقة القرن الأفريقي .والسوال الاول  ـ هل هناك فنان يستطيع تجسيد وتصوير قضايا المجتمع بصورة مذهلة بحيث تجذب الناس وتثير اعجابهم ؟؟ والسوال الثاني  هل الفن في منطقتنا  يجسد ويعكس الصورة الصحيحة للمجتمع؟؟؟؟ والجواب علي هذه التساؤلات  الفن الحقيقي اصبح نادر الوجود  لو قلت لا يوجد ليس علي وزر ، الكلمة الشعرية الطيبة  اندثرت  والمعاني فقدت معانيها ، الفن ضل هدفه وفقد بوصلته،  مسرح الفن امتلئ باشخاص عديمي الموهبة والاحساس بالفن النبيل. اصبحت الاغاني محصورة في مدح الحاكم المتسلط الذي يبات شبعان وشعبه جائع  ونصف شعبه الاخر غارق في مياه الصرف الصحي، كان الأجدر علي الفنان ان يصطف بجانب الشعب المغلوب ويسلط ضوء كلماته والحانه الي معاناة الشعب  الذي يعاني غياب العدالة والانصاف في مفاصل الدولة، انه لامر محزن ان يختفي الفنان الصحيح من الساحة ويحل محله الفنان الرديء الذي تغافل او لا يعرف معني الفن والفنون في معالجة قضايا المجتمع وفشل في توصيل رسالة الفن الي الجمهور . الفنان  دائما بجانب الطبقة المطحونة من الشعب يناصر قضاياهم العادلة  في المسرح وفي كل التجمعات المختلفة  الفنان  تتعلق فيه الشعوب لانه يمثل صوتهم المسحوق  في المجتمع الطبقي، وفي منطقتنا فقر وظلم وتهميش وبطالة ومخدرات وغيرها من امراض المجتمع الحديث ولكن هذه المواضيع لا تثير حفيظة الفنانين او  من يدعون انهم فنانون، لماذا لا  ينبهوا الناس لمخاطرها واضرارها وسلبياتها علي المجتمع؟؟؟  ،لم يفعلوا ذلك  من قبل  لان قريحتهم الشعرية والفنية لا تنفجر الا لمدح الرئيس الحاكم او احد افراد عائلته  ، اغلب الاغاني الموجودة في منطقتنا تتمحور  حول العشق والغرام وفقدان الحبيبة متغافلين  عن المواضيع الجادة  والتي هي حقل للفنانين لاخراج عمل جيد يلفت الجمهور ويساهم في معالجة القضايا الريئسية للجميع والرقي بالفن والاغنية الي العلا والازدهار ، واعطاء الفن بعد سامي ونبيل، ولكن هيهات في زمن تعكرت فيه الامزجة والانظمة ان تري الاشياء الجميلة.  

علي ساغنتو .

Comments

هنا تستطيع ان تترك تعليقا عبر حسابك في الفيسبوك دون إدخال الاميل او البيانات الخاصة بك

عن Saganto maqne

شاهد أيضاً

اثيوبيا تتخلف عن سداد ديونها وتدخل نفقا مظلما.

أديس أبابا – عجزت دولة إثيوبيا عن سداد ديونها للبنوك العالمية وقد تخلفت الحكومة الاثيوبية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.